مقال يهمك

23‏/10‏/2011

في الذكري‏69لمعركة العلمين‏..‏ ضحايا الألغام مازالوا يتساقطون


اطلقت أمس العسكرية الايطالية والانجليزية والألمانية أبواقها بمقابر قتلي الحرب العالمية الثانية في العلمين بمناسبة مرور‏69عاما علي ذكري معركة العلمين التي راح ضحيتها أكثر من‏90ألفا من القوات المتحاربة‏,‏ وبذلك مرت‏96‏ عاما علي اكبر كارثة بيئية تتعرض لها محافظة مطروح والمتمثلة في وجود 7,19مليون لغم في مناطق كثيرة بصحراء مطروح خلفت قتلي ومصابين بالمئات من البدو الأبرياء الذين حاولوا عن جهل اجتياز مناطق وجودها‏.‏
يقول احمد عامر العجني رئيس جمعية الناجين من الألغام أن الألغام المنتشرة في صحراء مطروح تسببت في قتل المئات من البدو والأبرياء خلال الـ69عاما الماضية ويوجد حاليا احصائية عن العام الماضي سجلت681 مصابا من ضحايا الألغام موجودون بالفعل في الفترة من2000حتي2010 والمصابون منهم 94% من الذكور والباقي من الاناث و97% يبلغ عمرهم أكثر من18عاما والباقي اقل من18عاما والاصابات معظمها في الأطراف العلوية من جسد المصابين والباقي في الأطراف السفلية واصابات أخري في الجسم.
ويضيف أن الدولة تقاعست عن القيام بدورها في المطالبة بازالة الألغام طوال7 عقود من الزمان بالجدية المطلوبة مما أدي الي سقوط المئات من الضحايا وضياع حقوقهم في المطالبة بتعويضات من الدول التي شاركت من معركة العلمين.
وقد قامت أمس جمعية الناجين من الألغام بوقفة احتجاجية أمام المقبرة الايطالية بالعلمين التي أقيم فيها الاحتفال الرئيسي بذكري المعركة والذي حضره السفراء والقناصل والملحقون العسكريون لـ45 دولة شاركت في هذه المعركة وحضره ايضا السيد طه محمد السيد محافظ مطروح وقائد المنطقة الشمالية العسكرية لوضع باقات الزهور علي قبر الجندي المجهول بالمقبرة حيث طالبت الجمعية في الوقفة الاحتجاجية بتعويض ضحايا الألغام وتعويض مصر عن وجود19مليون لغم في صحراء مطروح طوال الـ69 عاما الماضية.
ويقول السفير فتحي الشاذلي مدير الأمانة التنفيذية لازالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي أنه تم حاليا تطهير31ألف فدان من الألغام بالعلمين كمرحلة أولي وقد تم تطهيرها في المرحلة الأولي لاستغلالها في مشروعات التنمية كما سيتم البدء في المرحلة الثانية من عمليات التطهير بحوالي70 ألف فدان لوزارة الاسكان لتنفيذ مشروع مدينة العلمين الجديدة وأن بدء المرحلة متوقف حاليا علي مخاطبة وزارة الاسكان لوزارة التعاون الدولي وارسال احداثيات المدينة الجديدة لبدء عمليات التطهير وفقا لهذه الاحداثيات!
وقد أرسلت الأمم المتحدة بعثة متعددة الجنسيات والتخصصات لدراسة المخاطر والتحديات التي تسبب فيها وجود فخاخ الموت أو الألغام والأجسام القابلة للانفجار من مخلفات الحرب العالمية الثانية في منطقة الساحل الشمالي الغربي وصحراء مطروح حيث قامت البعثة بزيارة ميدانية للمناطق الموبوءة واعدت تقريرا أوضح أن وجود الملايين من الألغام والذخائر التي لم تنفجر من مخلفات الحرب العالمية الثانية لايمثل فقط تهديدا خطيرا لحياة وسلامة البشر ممن يرتادون هذه المناطق الموبوءة وانما أيضا حرمان مصر من الاستفادة طوال العقود الماضية من عائد تنمية الموارد الطبيعية الهائلة بتلك المنطقة التي هي حاليا رهينة للألغام!
وقد تسببت الألغام في تعطيل مشروعات كبري من محافظة مطروح منذ عام1942 حتي الآن من أهمها مشروع استصلاح اكثر من3 ملايين فدان واستخدامها في الزراعة وتوفير الآلاف من فرص العمل الجديدة لشباب مصر واقامة مجتمع زراعي مستقر في هذه المنطقة بالاضافة الي تعطيل استغلال أكثر من650مليون متر مكعب من الثروات المعدنية وحوالي 4,8 مليار من الغاز الطبيعي بالاضافة الي تعطيل مشروع منخفض القطارة ثاني أكبر مشروع لتوليد الكهرباء في السبعينات ومشروع تربية400ألف رأس من الضأن علي المراعي الطبيعية في منطقة العلمين التي تعد أراضيها من أفضل المراعي في الساحل الشمالي وذلك لكثرة الأمطار بها, والمعروف أن أغنام مطروح من فصيلة البرقي التي تعد الوحيدة التي يتم تصديرها الي السعودية ودول الخليج.
وقد قامت الأمانة التنفيذية لازالة الألغام بجهود في توفير الأطراف الصناعية لعدد160من ضحايا الألغام وذلك بتزويدهم بعدد166 طرفا صناعيا منها72حالة تم تمويلها من قبل المانحين من القطاع الخاص المحلي وتنظيم دورتين تدريبيتين لعدد58من الأطباء والممرضين علي اجراءات التدخلات الطبية للمصابين في حوادث الألغام بدءا من موقع الحادثة ومرورا بمرحلة نقل المصاب حتي الوصول الي مركز الرعاية واطلاق اول حملة للتوعية بمخاطر الألغام في المدارس.
وقد قام طه محمد السيد محافظ مطروح خلال الفترة الماضية بارسال مذكرة الي وزير التأمينات للمطالبة بأن يحصل المصاب من حوادث الألغام علي معاش لايتجاوز200جنيه شهريا وقد استجاب الوزير وسيتم خلال العام الحالي تدبير اعتمادات لصرف معاش لضحايا الألغام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق