حازم الخولى ومصطفى سنجر ومحمد عبدالمجيد ومحمد نصار وإبراهيم جودة
عانت محافظات الجمهورية من أزمة مرورية خانقة، أمس، نتيجة التزاحم وطوابير السيارات، التى سدت مداخل محطات الوقود، بحثا عن «لتر» بنزين أو سولار واحد، بعدما أغلقت معظم المحطات فى وجه السائقين، ورفع العاملون فيها لافتة «لا يوجد وقود»، وهو ما أدى إلى توقف الحركة تماما فى عدد كبير من الشوارع والميادين الرئيسية، والطرق السريعة.
وألقت أزمة نقص الوقود التى تعانى منها جميع المحافظات منذ أيام، بظلالها على موسم حصاد القمح، الذى أصبح مهددا بكارثة، فى حالة استمرار نقص «السولار»، المستخدم فى تشغيل الماكينات الزراعية، خاصة مع ارتفاع سعر «صفيحة» السولار إلى 50 جنيها فى بعض المحافظات.
وأدى التزاحم الشديد على المحطات، إلى العديد من المشاجرات بين السائقين، على أسبقية الفوز لكمية من الوقود، متسببا فى سقوط العديد من الجرحى، ففى محافظة بنى سويف، أصيب شخص بطلق نارى فى مشاجرة وقعت بين تجار السولار والبنزين فى السوق السوداء، بحى البشرى.
وكشفت تحريات المباحث، أن 8 شباب اشتركوا فى شراء كميات كبيرة من البنزين والسولار، لبيعه فى السوق السوداء بأسعار مرتفعة، إلا أنهم اختلفوا فيما بينهم على تقسيم حصيلة البيع، وتطور الخلاف إلى مشاجرة بالأسلحة النارية، أصيب على إثرها سامح رأفت جابر، 28 سنة، بطلق نارى فى الذراع اليمنى، ونقل إلى مستشفى بنى سويف العام، الذى قرر نقله إلى مستشفى قصر العينى فى القاهرة، نظرا لخطورة حالته.
وأمر المحامى العام لنيابات بنى سويف، المستشار حمدى فاروق، بحبس 4 متهمين من زملاء المجنى عليه، على ذمة القضية، وكلف أجهزة الامن بالقبض على باقى المتهمين.
ورغم الكميات الإضافية من الوقود، التى أعلن مدير عام التموين فى محافظة شمال سيناء، فتحى أبوحمدة، عن ضخها فى المحطات، ووصل حجمها إلى 440 ألف لتر من البنزين والسولار، للسيطرة على نقص الوقود، إلا أن الأزمة ظلت مستمرة، ودفعت محتجين إلى إغلاق طريق العريش ــ رفح الدولى، صباح أمس، بالقرب من مدخل مدينة الشيخ زويد.
وأوقف المحتجون سياراتهم فى عرض الطريق، أمام محطة الوقود المغلقة، لمنع المرور فيه، وهو ما أدى لتعطل حركة السير، ولجوء السيارات المارة إلى طرق بعيدة، فيما رفع سائقو سيارات السيرفيس تعريفة نقل المواطنين، بحجة اختفاء الوقود، حيث تضاعف سعر النقل داخل العريش إلى 5 جنيهات، فيما تم رفع تعريفة نقل الركاب بين القاهرة والعريش من 20 إلى 30 جنيها.
وفى سوهاج، وضعت محطات الوقود فى كل أنحاء المحافظة، لافتة «لا يوجد بنزين 80»، فيما وضعت أخرى لافتات تؤكد عدم وجود «بنزين 92»، وأغلقت محطات أخرى بالسلاسل، وهو ما أدى إلى وقوع اشتباكات بالأيدى بين المواطنين والعاملين فيها، رغم تدخل قوات شرطة لتوزيع الوقود.
وأكد أحد السائقين، أن وجود «بنزين 80» فى محطات الوقود، إلا أن أصحابها يقومون ببيعه على أنه «بنزين 90»، للاستفادة من فارق السعر، فيما حمل سائقون مسئولية نقص الوقود فى المحافظة، إلى «فلول الحزب الوطنى ليدفعوا المواطنين إلى التصويت لشفيق فى جولة الإعادة، باعتباره المنقذ، والأقدر على إعادة الأمن».
وأدى نقص البنزين فى المحافظة، إلى رفع السائقين لتعريفة النقل، كما ازدحمت الشوارع بطوابير السيارات التى تنتظر دورها فى الحصول على البنزين، كما انتشر الباعة الجائلون فى الشوارع، لبيع البنزين والسولار فى «جراكن».
وتسببت الأزمة التى عانت منها محافظة كفر الشيخ أيضا، فى نشوب عدد من المشاجرات بين السائقين، فى الطوابير المتوقفة أمام محطات الوقود، وهو ما أدى إلى إصابة 7 أشخاص بجروح وكدمات، وتم نقلهم إلى المستشفى لإسعافهم.
كما شهدت المحافظة زحاما من السيارات أمام المحطات المغلقة، ووقف المزارعون بالـ«جراكن» فى انتظار الحصول على كمية من السولار، لاستخدامها فى تشغيل الماكينات الزراعية فى موسم الحصاد، خاصة مع ارتفاع سعر «صفيحة» السولار إلى 50 جنيها فى السوق السوداء.
وأمام محطات الوقود فى محافظة القليوبية، تجمعت عشرات السيارات فى انتظار الحصول على البنزين والسولار، متسببة فى تعطيل الحركة المرورية على الطريق الزراعى، كما توقف المزارعون عن حصاد محصول القمح، وانقطع التيار الكهربائى عن عدد من القرى، بسبب نقص السولار الذى تعمل به محطات التوليد.
من جانبها، شنت أجهزة الأمن بالتعاون مع مباحث التموين، حملة على مختلف محطات البنزين، لضبط المخالفين، ومنع تهريب الوقود إلى السوق السوداء، وهو ما أسفر الحملات عن تحرير 20 مخالفة لأصحاب المحطات، وتمكنت الحملة من ضبط 1.4 مليون لتر سولار، معد للتهريب فى محطة بقرية سنهرة التابعة لمدينة طوخ.
وتمكنت الحملة أيضا من ضبط 750 ألف لتر سولار، فى إحدى المحطات قبل بيعها فى السوق السوداء بمدينة شبرا الخيمة، و75 ألف لتر سولار فى محطة بمدينة طوخ، أثناء محاولة صاحب إحدى المحطات بيعه بسعر أعلى، و30 ألف لتر بنزين فى قليوب، و1500 لتر سولار فى أحد المحال، تمهيدا لبيعه فى السوق السوداء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق