قال وزير الخارجية الليبى السابق عبدالرحمن شلقم إن الزعيم الليبى معمر القذافى قدم دعماً للرئيس المخلوع حسنى مبارك، واشترى له طائرة ودعمه بكل الطرق، بعد أن كان «لا يحترمه» عندما كان نائبا للرئيس السادات، ووصف «شلقم»، المدير السابق للاستخبارات المصرية، اللواء عمر سليمان بأنه كان «رجل ليبيا فى مصر»، وأنه كان يتولى شخصيا العلاقات بين البلدين بعيدا عن وزارة الخارجية. وأضاف «شلقم» فى حوار مع صحيفة «الحياة» اللندنية، أمس، أن القذافى لم يكن يحب الرئيس الراحل أنور السادات، لأنه كان يشعر بأنه أحق منه بقيادة الأمة.
وكشف أن الاستخبارات المصرية نقلت وزير الخارجية الليبى السابق المعارض منصور الكيخيا سراً من القاهرة إلى ليبيا، حيث لقى مصيره هناك، مضيفا أنه تم الاتصال بـ«الكيخيا» لكى يذهب للتشاور مع مسؤولين ليبيين فى منزل السفير الليبى السابق فى مصر إبراهيم البشارى، ليتم إلقاء القبض عليه بمعرفة مدير المباحث الليبية محمد المصراتى، قبل أن يتم نقله بواسطة الأمن المصرى إلى مدينة طبرق فى ليبيا، لكى يتم إعدامه بعد ذلك فى مجزرة فى سجن أبوسليم التى قتل فيها ١٢٨٦ شخصا عام ١٩٩٦.
من جانبه، فسر الدكتور حسن أبوطالب، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، هذه التصريحات بأنها تصريحات تعكس انطباعات الزعماء العرب فيما بينهم على مدار ٤٠ عاماً تغيرت فيها مصر، مؤكداً أن كره السادات للقذافى كان معلناً ومعروفاً، وكان الرئيس السادات ينظر له نظرة سلبية، وكان يراه يستنزف موارد الأمة وأنه يخدع مصر وأنه ليست له كلمة يحترمها. واستطرد: «فمثلاً السادات طلب من القذافى أثناء حرب أكتوبر ٦ طائرات ميراج وحصلنا عليها وبعدها بعدة أيام أثناء الحرب طلبها القذافى مرة أخرى ورفض السادات هذا الأمر».
أما عن عمر سليمان فقال أبوطالب إنه كان يحمل على عاتقه كثيراً من الملفات ومنها الملف الليبى لأنه كان ملفاً خاصاً وكان به جزء شخصى بمعنى أن الرجل يستطيع أن يسيطر على القذافى فى ظل انفعالاته وغضبه ويستطيع السيطرة على الأمور. وأكد الدكتور عماد جاد، الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن ما يقوله «شلقم» هناك دلائل عليه، مشيراً إلى أن العلاقة بين السادات والقذافى كانت مليئة بالكره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق