مقال يهمك

19‏/02‏/2012

المنصورة وعام من الغضب

لم تكن الثورة المصرية مجرد انتفاضة شعبية – كما يحلو للفول أن يلقبوها – بل كانت ملحمة شعبية، كسر فيها الشعب المصري بمختلف فئاته، كل حواجز الرعب التي عمدت الأنظمة الاستبدادية على إقامتها، وكان للمحافظات المصرية دوراً كبير فى التعجيل برحيل رأس النظام البائد، الذي جثم على صدور المصريين قرابة الثلاثون عام، وكانت محافظة الدقهلية -خاصة عاصمتها المنصورة - ضمن أنشط المحافظات التي ثارت على الظلم ونالت حظها من الشهداء.
 "بداية ساخنة"
 البداية كانت أمام مبنى محافظة الدقهلية حيث تجمع المواطنون، يطالبون برحيل وزير الداخلية السابق - المحبوس حاليا فى عدة قضايا – حبيب العادلى، ثم تطورت الأحداث وصار رحيل النظام وإسقاطه هو المطلب الأول والأخير.
 ليرد الأمن المركزي بوابل من القنابل المسيلة للدموع، حيث صدرت الأوامر بفض المظاهرات ، وبالفعل نجح الأمن فى اليوم الأول الموافق 25 يناير لسنة 2011 فى تفرقة المتظاهرين، لكنه لم ينجح فى إثناء مواطني المحافظة من الخروج فى اليوم الثاني، الذى شهد اشتباكات عنيفة بين الأمن المركزي وبين المتظاهرين.
 وجابت المسيرات كل شوارع المنصورة واستقرت فى ميدان المحافظة، حتى جاء الخطاب العاطفي للرئيس المخلوع، لتخرج مسيرات محدودة – كان أغلب المشاركون فيها من موظفين الدولة – تطالب ببقاء الرئيس لمدة 6 شهور، لكن لم ظل مواطني الدقهلية على موقفهم الرافض لبقاء المخلوع.
 "النهاية"
ومع اليوم الثالث تزايدت أعداد المتظاهرون بميدان المحافظة، واشتعلت النيران بمقرات الحزب الوطني المنحل، وتشهد المحافظة موجة من الغضب، وتنسحب الشرطة من الشوارع  مكتفية بتأمين الأقسام ومبنى أمن الدولة، ليفاجأ المواطنون بالدبابات والمدرعات تجوب الشوارع، حينها أيقن الجميع أن النهاية باتت قريبة، وتستمر المظاهرات لتنجح أخيراً فى إجبار الرئيس على التنحي.

"الانقسامات"

لم يكن يتخيل أحد من المواطنين أن تتشرذم التيارات السياسية وتنقسم ، لكن هذا ما حدث بعد الاستفتاء الذى مكن فلول النظام من العودة للمسرح السياسي، بعد أن أجبرهم إتحاد التيارات على أن تتوارى عن الساحة، حيث أراد التيار الإسلامي التعجيل بانتخابات مجلس الشعب ومن ثم انتخابات الرئاسة وأخيراً وضع الدستور، بينما رأت التيارات الأخرى ضرورة وضع الدستور أولاً، وإعطاء مساحة زمنية أكبر للشباب حتى يستعدوا بشكل جيد لانتخابات الشعب، لكن رفض أغلبية المصريين هذا الطرح ووافقوا على الاستفتاء، لتدخل مصر بعدها مرحلة الانقسامات بشكل صريح، بل أن المواطنون الذين كانوا يحمون بعضهم، صاروا أعداء.

"عودة الثوار للميدان"

البداية كانت بتجمع العشرات من مواطني مدينة المنصورة بميدان المحافظة للتنديد بقتل قوات الأمن للمتظاهرين بالتحرير، وأيضا العنف الذى استخدمته قوات الأمن المركزي ضد المتظاهرين ب المنصورة، كما نددوا بتواطؤ بعض الأحزاب مع العسكري، متهمة إياها  باستخدام جثث المصريين للصعود إلى كراسي البرلمان، ونصب المتظاهرون الخيام بالميدان ، وتواجد آخرون بمحيط مديرية الأمن واشتبكوا مع الأمن.

ورد الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، مؤكدين على عدم صدور أوامر لهم بإطلاق النار على المتظاهرين أو التعامل بعنف، ونافين أن يكونوا أطلقوا الخرطوش أو الرصاص المطاطي على المتظاهرين، كما رفض بعض المواطنون قذف قوات الأمن بالحجارة، مشيرين إلى أن التعبير عن الرأي لابد أن يكون بشكل أكثر تحضر.

كما طوقت عربات الأمن المركزي مبنى مديرية أمن الدقهلية بعد وضع سياج حديدي لمنع المتظاهرين من الاقتراب من المبنى، الذين ظلوا يرددون هتافات تُطالب بإسقاط المشير وتندد بأحداث التحرير.

وظلت الأمور تزداد سخونة حيث نظم المئات من مواطني محافظة الدقهلية فى اليوم التالي مظاهرة أمام مبنى المحافظة، للمطالبة بإسقاط حكم العسكر، شهدت انضمام  العديد من الاتجاهات السياسية والمستقلة للمسيرة التى جابت جميع شوارع المنصورة (بنك مصر، بورسعيد، المختلط، الجلاء، جيهان ).

وعلق محمد عبد الواحد أحد المتظاهرين لـ " منصورة سيتي " حينها  أن الغرض من المسيرة تكاتف الشعب بجميع طوائفه واتجاهاته السياسية لتكون ثورة شعبية.

واتجهت المسيرة  إلى شارع الجلاء وتوقفت عن منزل الشهيد " محمد جمال سليم " الذى أستشهد إبان أحداث الخامس والعشرين،  مرددين هتاف "يا شهيد نام وارتاح .. وإحنا نكمل الكفاح " وغيرها من الهتافات المنددة باستمرار العسكر فى الحكم.

"تسليم السلطة"

وانطلقت مسيرة تُقدر بالمئات بعد أداء صلاة الجمعة "جمعة تسليم السلطة" بمسجد النصر وجابت الشوارع وصولا إلى ميدان المحافظة، احتجاجا على مرور ستة أشهر دون تسليم السلطة وعدم تحقيق مطالب الثورة، وامتناع العسكري عن تطبيق قانون العزل السياسي لمن افسدوا الحياة السياسية فى مصر، وعاد شعار "الشعب يريد إسقاط النظام "  ليتصدر المشهد من جديد.

كما بدأت الاشتباكات بين الثوار تعود، حيث افتعل عدد من المتواجدين بالمسيرة بعض المشاكل بسبب أولوية المرور، تطورت إلى تشابك بالأيدي وما لبث أن تدخل المتظاهرين للسيطرة على مجريات الأمور لعدم تفريق صفوف المتظاهرين.

وأحتشد المواطنون فى جمعة " تسليم السلطة " مطالبين برحيل المجلس العسكري وإنقاذ الثورة من فلول النظام السابق، شارك فيها مواطني المحافظة بمختلف أعمارهم واتجاهاتهم السياسية، وتوحدت الشعارات فى إسقاط النظام ورحيل المجلس، بعد أن خيب آمالهم فى عهد ثوري يقضى على ما أفسده نظام مُبارك المخلوع.

وقال  يحي محمد ( محامى ) : " لم أرى  أي تغيير قد أحدثته الثورة التى راج ضحيتها زينة شباب مصر، بل أن هناك التفاف على مطالب الثورة "، مؤكدا على أن المجلس العسكري قد ترعرع فى عهد مُبارك ولن يكون إلا حاميا له ، لا لثورة الشعب، متسائلاً .. أين المجلس من قانون العزل السياسي، وأين هو من الرشوة التى لازالت موجودة، وأين هو من الكسب غير المشروع، وأين هو من أمن الدولة الذى لم يتغير سوى اسمه بل وازداد تبجحا بعد الثورة .

"وثيقة السلمي"


نظمت الدعوة السلفية ب المنصورة مسيرة إلى ميدان المحافظة فور الاعلان عن وثيقة السلمى للتنديد بوثيقة السلمي، وأخذوا يرددون هتافاتهم "لا إله إلا الله .. الشهيد حبيب الله " ، " شيلنا مبارك جابو مشير .. يادى النيلة مفيش تغيير" ، " العسكري ساكت ليه .. عايز يفضل ولا إيه "، " سلمى سلمى إيه .. راح أمريكا ليه " ، " واحد أتنين .. تسليم السلطة فين ".


"اعتصام أمناء الشرطة"


وانضم أمناء الشرطة لظاهرة الاعتصامات حيث شهدت المنصورة أزمة مرورية طاحنة، نتيجة اعتصام أمناء الشرطة أمام مبنى مديرية الأمن بشارع الجمهورية، وأعلن الأمناء وأفراد الشرطة بجميع قطاعاتها (مطافئ، كهرباء، مرافق، الأمن العام، مباحث) وقفة احتجاجية للتعبير عن مطالبهم، جاء على رأسها تطهير وزارة الداخلية من أنصار فكر وزير الداخلية الأسبق"حبيب العادلى "، مرددين هتافات "نعم لتطهير وزارة الداخلية .. مطالبنا مش فئوية "، " لا للعنصرية مش هنمشى .. هو يمشى ".

وكاد الأمناء أن يقتحموا مديرية الأمن  بعد أن  قام سعيد عمارة - مدير المباحث- بعمل حركات وصفها المتظاهرون بالقبيحة والمنافية للآداب والأخلاق، ولكن سرعان ما تم إغلاق باب مديرية الأمن لمنع دخول المتظاهرين إليه.

و أغلق المعتصمون من الأمناء والأفراد فى اليوم الثاني لاعتصامهم جميع منافذ مديرية الأمن بالجنازير والأقفال بدعوى أنه تم إصدار قرار أجازة لجميع ضباط المديرية، وذلك رغم وجود مدير أمن الدقهلية اللواء عمر عبد اللطيف داخل المديرية برفقة عدد من الضباط، كما تم تعطيل العمل بقسم أول الملصق بالمديرية، معلنين عن رفضهم للكتاب الدوري الصادر من وزارة الداخلية واعتبروا قراراته مخيبة لآمالهم، وطالبوا بعزل المجلس الأعلى للشرطة وتشكيل لجنة من خبراء أمنين وأساتذة قانون وحقوق إنسان بدلا منها للوقوف على الأوضاع، كذلك تسليح أمناء الشرطة لتعاملهم المباشر مع المجرمين كي يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم وحماية المواطنين.

أخبار ذات صله بـ مظاهرات المنصوره ومسيرات المنصوره :

- الأمن يترك محيط مبنى المحافظة بالمنصوره .. والعشرات يتظاهرون بميدان المحافظة وآخرون ينتون المبيت.
- الأمن المركزى بالمنصوره " ليس لدينا أوامر بإطلاق النار ..ولا نمتلك سوى العصى والمسيلة للدموع للرد على قذف الحجارة"
- الآن محاولة لإقتحام قسم أول من قبل مجهولين ..والأمن المركزى يرد بالقنابل المسيلة للدموع.
- الأمن المركزى يطوق مبنى مديرية الأمن .. واستمرار الكر وفر بين صفوف المتظاهرين والأمن المركزى.
- روح ثورة يناير تعود داخل شوارع المنصوره.. بمظاهرات حاشده.. واستعدادات أمنية مكثفه
- اتجاه مسيرة المظاهرات لمنزل الشهيد جمال سليم والهتاف "ياشهيد نام وارتاح .. واحنا نكمل الكفاح"
- المئات يجوبون شوارع المنصوره والأمن المركزى يستعد
- عودة الهتافات الأولى للثورة بميدان المنصوره "الشعب يريد إسقاط النظام"
- افتعال المشادات بميدان المنصوره والثوار يسيطرون سريعا على مجريات الأمور
- ازدياد أعداد المتظاهرين بميدان المنصوره و المطالب تتوحد فى رحيل العسكرى
- بالفيديو والصور : السلفيون ينضمون إلى الميدان "شيلنا مبارك جابو مشير .. يادى النيلة مفيش تغيير"
- شلل مرورى وحالات وفاة تسبب بها اعتصام امناء شرطة الدقهليه ب المنصورة.
- آلالاف أمناء وأفراد الشرطة ينظمون وقفة احتجاجية لحين تطهير وزارة الداخلية
- بالفيديو : محاولة اقتحام مديرية الأمن و أمناء الشرطة يعملون على ضبط النفس ويعلنوها "سلمية"
- أمناء الشرطة يستمرون فى اعتصامهم لليوم الثانى ويغلقون أبواب مديرية الأمن بالجنازير
- بالصور : أمناء الشرطة المحتجون يرفضون الكتاب الدورى الصادر من الداخلية ويصرون على الاستمرار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق