مقال يهمك

17‏/03‏/2011

اللواء حمدى بدين قائد الشرطة العسكرية يتحدث فى أول حوار صحفى: هناك محاولات للوقيعة بين الشعب والجيش


هذه أول مرة أجرى حوارا صحفيا فى حياتى، وأعدك بعدم تجميل إجابتى عن أى سؤال». هكذا استهل اللواء حمدى بدين، قائد الشرطة العسكرية المصرية، 
الحوار الذى تطرق للعديد من النقاط الشائكة حول اتهام عناصر الشرطة العسكرية بممارسة التعذيب على عدد من المواطنين سواء الثوار أو البلطجية، فضلا عن حقيقة ما أثير عن تحول المتحف المصرى لسجن أو مكان احتجاز وتعذيب للمقبوض عليهم فى ميدان التحرير، وكيفية تطبيق قرار حظر التجول واستعدادات الشرطة العسكرية للاستفتاء على تعديل بعض مواد الدستور يوم السبت المقبل، وغيرها من الموضوعات التى اشتبك فيها قائد الشرطة العسكرية فى حديث مفتوح.
وما هو دور الشرطة العسكرية الذى أسند إليها عقب تولى القوات المسلحة مهمة إدارة شئون البلاد؟
ـ نحن أحد عناصر القوات المسلحة التى كان لها شرف تأمين الأهداف والمنشآت الحيوية مع وحدات المنطقة المركزية، فكانت من أولى الوحدات التى تحركت لنجدة المنشآت الحيوية مثل مبنى ماسبيرو وبعض السفارات كالسفارة الأمريكية والسفارة البريطانية ومركز كبار الممولين ومول أركيديا التجارى، فضلا عن تنظيم المرور والقبض على الخارجين على القانون خاصة بعد غياب عناصر الشرطة المدنية.

ما هى طبيعة العلاقة بين الشرطة العسكرية والنيابات والمحاكم العسكرية؟
ـ فى كل منطقة هناك أقسام النيابات العسكرية، ففى المنطقة المركزية على سبيل المثال هناك المجموعة 28 نيابات فى الحى العاشر بمدينة نصر، أساس عملها أنها مكان تجمع شكاوى العسكريين، وتحولت للمدنيين أيضا عقب الثورة وكانت تقوم بعمل شهادات الميلاد والوفاة أثناء توقف عمل الجهات المختصة.

وتقوم عناصر الشرطة العسكرية بضبط المتهم وتسليمه لقسم النيابات الذى يحوله بدوره للنيابات العسكرية بعد عمل محاضر جمع استدلالات، وهى إجراءات تشبه تماما تعامل وزارة الداخلية مع القضاء المدنى، فالقضاء العسكرى جزء من القضاء المدنى والقوانين واحدة فى كلا الجانبين.

هل فزعت من نسبة البلطجة فى الشارع المصرى؟
ـ أنا كرجل عسكرى لا أفزع، لكن أؤكد أن الشعب المصرى أصيل وابن بلد حتى البلطجى لو تكلمت معه رجلا لرجل ستجد به نخوة رجولة وسهل التعامل معه، كما أنه عنصر قابل للتعلم والاستفادة من الخطأ.

الشرطة العسكرية متهمة بممارسة أعمال تعذيب على عدد من المعتقلين سواء كانوا متظاهرين أو بلطجية، ما مدى صحة هذه الاتهامات؟
ــ هناك مفهوم خاطئ يتردد بين الناس، ولن أتجمل فى الإجابة عن هذا السؤال، لكن أود أن أؤكد أن كثيرين لا يعرفون أن الشرطة العسكرية وسيلة اتصال بين طرفين، الحياة العسكرية والحياة المدنية ولا يحملون سلاحا ولا يقومون إلا بتوجيه المتظاهرين كما يقومون بترحيل المقبوض عليهم لجهات التحقيق.

كيف تميزون بين البلطجى والمتظاهر؟
ـ لم أر واحدا من شباب 25 يناير أو صاحب فكر أمسك بسلاح أو ألقى طوبة، فجميع شباب 25 يناير شخصيات محترمة جدا، لكن ماذا تقول عن فرد ماسك سنجة أو مطواة وغيرهما من الأسلحة؟ هل هذا متظاهر؟. البلطجة ليست فى المظاهرات فقط ولكن فى أثناء حظر التجول نجد مخدرات وعربات مسروقة ومطاوى وأسلحة بيضاء.

لكن هناك شهادات كثيرة عن وقوع عمليات تعذيب مسجلة بالصور الفوتوغرافية أو الفيديو؟
ـ هذا الكلام عار تماما من الصحة، كما أن الصور وتسجيلات الفيديو التى تشير إليها من الممكن أن يتم فبركتها بأكثر من طريقة وأسلوب ويتم نسبها فى النهاية للشرطة العسكرية، وعلى كل حال اذكر لى مثالا أو نموذجا لما تقول.

النماذج والشهادات كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر الفنان على صبحى، ورامى عصام الذى صور جسده وعليه علامات تعذيب، فضلا عن المواطن زياد بكير الذى أكدت أسرته أنه فى حوزة القوات المسلحة لتجده جثة هامدة فى المشرحة منذ أيام؟

أنا لا أعرف رامى عصام ولا زياد بكير.. ولكن أين شهاداتهما تلك؟
ـ موجودة وموثقة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك فضلا عن مقاطع الفيديو لشهاداتهما على موقع يوتيوب.

أنا لا أستخدم فيس بوك، وعلى أية حال على كل شخص أو مواطن تعرض لأى نوع من أنواع التعذيب ولو بلفظ جارح التقدم بشكوى لإدارة الشرطة العسكرية، وأعد بالتحقيق فى أى واقعة وإذا كان للمواطن حق سيأخذه على أكمل وجه، بينما إذا كان الحق لنا كقوات مسلحة سنتسامح فيه.

أين يتم تقديم تلك الشكاوى بالضبط؟
ـ المكان المنوط بتجميع أى شكوى هو مجموعات النيابات على مستوى الجمهورية، وفى القاهرة يوجد مجمع النيابات فى الحى العاشر بمدينة نصر.

هل وصلتك أى شكوى بخصوص وقوع حالات تعذيب من قبل عناصر شرطة عسكرية؟
ـ لم تصلنى شكوى واحدة حتى الآن.

بعض المتظاهرين السلميين أكدوا أن المتحف المصرى بميدان التحرير تحول لسجن من يتم ضبطه من قبلكم، والجميع يتساءل.. ما الفرق إذن بين وزارة الداخلية فى العهد القديم والشرطة العسكرية الآن التى تمارس نفس الأفعال؟
ـ المتحف المصرى ليس به شرطة عسكرية على الإطلاق ولا أماكن احتجاز حتى يتقول علينا البعض بأنه صار كالسجن، كما أن مدير المتحف المصرى موجود الآن فى منصبه ويمارس مهامه، وأنا هنا أتساءل أين تدخل عربات الشرطة العسكرية إلى المتحف لنقل المحتجزين؟، وبخصوص الاعتداء واتهامنا بأننا صرنا كوزارة الداخلية فى العهد القديم، أريدك أن تسأل أى بلطجى «قوله أنت بتاكل فطار وغدا وعشا ولا لا؟ اسأله هل فيه حد بيكلمك بكلمة خارجة أو لفظ جارح؟، المبدأ العام لدينا احترام آدمية المواطن سواء كان مجندا أو مدنيا.

لكن هناك حالات إصابة بالفعل وتعالج بمستشفيات القوات المسلحة.. من تعدى على هؤلاء؟
ـ هذه النقطة بالتحديد أريد أن أوضح شيئا مهما متعلقا بها: فى بداية الأحداث ورغم الدور الكبير الذى لعبته اللجان الشعبية، إلا أن بعضها «وليس كلها» كانت تتعدى على الأشخاص المشتبه فيهم قبل تسليمه لأقرب شرطة عسكرية، فكان البلطجى أو المشتبه فيه بيجيلنا متبهدل من بره، ونقوم بمعالجتهم فى مستشفيات القوات المسلحة حتى يتم شفاؤه ويطلق سراحه إذا ثبت عدم اتهامه بشىء.

هل تستخدم الشرطة العسكرية العصى الكهربية فى القبض على البلطجية؟
ـ بالطبع لا، يا سيدى أنا قائد الشرطة العسكرية ومع ذلك لا أحمل سلاحى الذى حصلت عليه من القوات المسلحة، رغم أن أغلب عملى وسط التظاهرات ومطاردة العناصر الخارجة على القانون، نحن نتحمل الكثير وسنظل نتحمل، فالشرطة العسكرية ليس لها أن تعذب أو تكهرب أو كل ما يتردد، وكل دورنا إلقاء القبض على الخارجين على القانون وتسليمهم لجهة التحقيق.

إذن بم تفسر هذه الشهادات التى تؤكد وقوع جرائم التعذيب واحتجاز المواطنين فى المتحف المصرى؟
ـ هناك عناصر تحاول الوقيعة بين الجيش والشعب، لكن الشعب المصرى الآن وصل لدرجة من الوعى تجعله لا يصدق مثل هذا الكلام.

سأضرب لك مثالا يؤكد ما أقوله، هناك 27 شابا من شباب الثورة تم إلقاء القبض عليهم فى ميدان التحرير ليلة محاولة اقتحام لاظوغلى واعرفهم بالاسم، وبعد الإفراج عنهم اتصلوا بى واعترفوا بأنهم كانوا مخطئين لأنه اندس بينهم نحو 14 فردا بلطجيا ويدعون أنهم من الثوار ولدينا معرض يحوى كميات من السنج والمطاوى تبث الرعب فى نفس كل من يشاهدها.

أيضا مثال آخر، المشاحنات التى وقعت بين المسلمين والأقباط فى منطقة الزرايب بالمقطم، تعرضنا للاعتداء بالألفاظ لا داعى لذكر ما قيل، وزجاجات المولوتوف من الجانبين وحاولوا التعدى على جنودنا وكلاهما القوا علينا زجاجات مولوتوف، وكان هناك بعض الأشخاص حاولوا إحراق بعض المدرعات والدبابات وأصيب بعض الجنود بكسور مضاعفة وتحملنا كل ذلك، نحن لم ولن نمد يدنا أو نوجه ماسورة البندقية تجاه أى مواطن مصرى.

حتى البلطجية؟
ـ نعم حتى البلطجية، ليس لى أن اعتدى على أى مواطن مصرى، لأننا نطبق مبدأ «المتهم برىء حتى تثبت إدانته»، البلطجى مواطن مصرى فى النهاية وليس لى أن اعتدى عليه، بل على العكس تماما هناك تعليمات للمجموعة 28 بتقديم أفخم الوجبات والمأكولات لكل من يتم إلقاء القبض عليهم، أيضا وجدنا شخصا مكسورا فى ميدان التحرير وحصلت على تصديق من الأمانة العامة بوزارة الدفاع بانتقاله لمستشفى الحلمية لمعالجته، ولم يكن مصابا بسببنا لكنه مواطن وله علينا حق العلاج.

وماذا عن الأفراد الذين لا يزالون مختفين منذ قيام الثورة؟
ـ معندناش حد مختفى، كل شخص يلقى عليه القبض يتم تسجيله فى الدفاتر الخاصة بالشرطة العسكرية وأى مواطن يسأل عن شخص من ذويه يتم فحص تلك المستندات وإذا لم يوجد يتم السؤال عنه فى أقسام الشرطة أو المستشفيات وغيرها.

لو عدنا إلى الوراء قليلا وبالتحديد يوم 2 فبراير المعروف بـ«موقعة الجمل»، هل كان من الممكن أن تقع مثل هذه الاعتداءات على المتظاهرين لو تدخلت الشرطة العسكرية ومنعت المعتدين؟.
ــ هى برضه الشرطة العسكرية كانت موجودة فى معركة الجمل!!

إذن أين كانت الشرطة العسكرية؟
ـ مكنش فيه حد منا موجود، الدبابات فقط كانت موجودة فى مداخل ومخارج ميدان التحرير، وكان هناك تظاهر من ناحيتين مؤيد ومعارض، ملناش دعوة لا بالمؤيد ولا بالمعارض وكل واحد غلط شال غلطه، ما المطلوب من القوات المسلحة أن نضرب بالرصاص إحدى الجهتين؟ هل يطلق رصاص القوات المسلحة على أى مصرى حتى لو كان بلطجيا؟

لكن فى النهاية سقط قتلى، وهذا أيضا دم مصرى؟
ـ كل من أخطأ سيتحمل وزر ما فعل.

ننتقل لحظر التجول، الجميع يتساءل عن كيفية تنفيذه.. فهناك العديد من الأحكام العسكرية ضد من يخرق الحظر، بينما هناك أماكن عدة تسير فيها الحياة بشكل طبيعى فى أوقات الحظر من الثانية عشرة وحتى السادسة صباحا؟
ـ نحن نتعامل بروح القانون وهذا ليس ضعفا من القوات المسلحة، فعلى سبيل المثال جميع العربات التى تنقل مواد غذائية وبترولية لا يسرى عليها قرار حظر التجول، أيضا شركات الطيران والعاملين فى المطارات والموانئ والحالات المرضية عدا ذلك لا نتهاون فى تطبق حظر التجول.

ما مدى صحة ما تردد حول ضبط 7 عربات محملة بالسلاح حاولت دخول مصر عبر الحدود مع السودان؟
ـ هذا الموضوع تختص به قوات حرس الحدود، وأنا لست منوطا بالحدود حتى أرد عليه.

يجرى الاستفتاء على التعديلات الدستورية السبت القادم، كيف استعدت الشرطة العسكرية لهذا اليوم؟
ـ لدينا على مستوى الجمهورية 9273 مركزا انتخابيا، تم تأمينها بواسطة القوات المسلحة والشرطة العسكرية، تأمينا كاملا، فضلا عن احتياطات للتدخل فى أى موقف.

ما هو دور وزارة الداخلية فى هذا اليوم؟
ـ الشرطة المدنية هى الأساس فى تأمين كل شىء والقوات المسلحة موجودة أيضا بجانبها، المهم هو تأمين جميع اللجان بصرف النظر عن الجهة، ولضمان حرية الرأى لكل مواطن ذهب ليدلى بصوته، فلا يجب ان تكون هناك سيطرة من أى نوع على إرادة الناخب، وكله لصالح المواطن ولشعب مصر واللى هيقول عليه الشعب سينفذ.

هل ستكون هناك غرفة عمليات تابعة للقوات المسلحة لمتابعة سير الاستفتاء؟
ـ كقوات مسلحة كل شىء «كالاستفتاء مثلا» لابد أن يكون له مركز عمليات يتابع كل ما يدور لأن ذلك من وسائل السيطرة.

أعلن المجلس العسكرى تطبيق قانون البلطجة على أى متظاهر خلال هذا اليوم، هل سيتم تطبيق قانون البلطجة على أى مشارك فى التظاهرات السلمية؟
ـ القوات المسلحة تكلمت عن البلطجة فقط، وليس المسيرات السلمية، لأن أعمال البلطجة موجودة فى المناطق النائية وكانت نسبة كبيرة ولكن بالتعاون مع الشرطة المدنية فى سبيلنا للسيطرة على أعمال البلطجة تماما.

أقصد تطبيق قانون البلطجة يوم الاستفتاء؟
ـ المفترض أنه لا يسمح بأى بلطجة فى هذا اليوم خاصة أمام اللجان، لأنه قد يكون هناك أناس معها كميات من العصى أو السنج ويقفون أمام اللجان ليمنع أو يعيق عملية الاستفتاء فهذه العناصر لابد أن يلقى القبض عليها وتحال للقضاء العسكرى.

حتى المسيرات السلمية؟
ـ لا.. لن يشمل القرار المسيرات السلمية ولكن فقط أى عمل من شأنه إعاقة عملية الاستفتاء لأن عملية الاستفتاء حق البلد بالكامل ومن حق أى مواطن أن يقول رأيه بنعم أو لا، هناك ناس أصحاب مصالح وتريد فرض رأيها سواء بنعم أو لا ونحن واجبنا التصدى لهذه العناصر.

هل سيتم تفتيش كل مواطن يدخل لجنة التصويت؟
ـ بالطبع لا.. لماذا يتم تفتيشه مادام يحمل بطاقته الشخصية؟

لكن قد تكون هناك عناصر مندسة؟
ـ سيتم استيقافها وتحويلها للجهات المختصة للتحقيق معها.


سؤال أخير للواء حمدى.. ما المواقف التى علقت بذهنك فى ثورة 25 يناير؟
ـ هناك مواقف جيدة بالطبع كقيام شباب الثورة بتنظيف ميدان التحرير كان موقفا مؤثرا فى للغاية، فضلا عن الكردونات التى قام بها الشباب لمساعدتنا فى تنظيم التظاهرات ومحاولات إخلاء الميدان، لكن للأسف هناك موقف سيئ عالق بذهنى أيضا وهو محاولة بعض المندسين فى ميدان التحرير الاعتداء على سيدة عجوز كانت تبيع مناديل الورق رغم أنه كان يرتدى علم مصر الذى رسمه على جبهته أيضا، وتبين بعد ذلك أنه لص وليس من الثوار، كما اتضح أنه يتعاطى المخدرات، أيضا موقف التعدى على فتاتين أجنبيتين، فى موقف لا يعبر عن معدن الشعب المصرى الأصيل، وقمت حينها بإنقاذ الفتاتين من يد البلطجية وتوصيلهما بسيارتى الخاصة لمكان إقامتهما فى مصر.


لكن فى جميع الأحوال أؤكد أن شباب 25 يناير شباب محترم جدا وتكونت صداقات عديدة مع أناس منهم يحبون البلد.

كلمة أخيرة فى أول حوار صحفى أجريه فى حياتى وهى أن القوات المسلحة بجميع أجهزتها تعمل على حماية الشعب المصرى رجاله ونساءه شبابه وشيوخه نحن فى خدمة الشعب المصرى ونحافظ على استقرار المجتمع المصرى بالكامل، لن نسمح لأى شخص أو جهة خارجية يتدخل فى شئوننا وسنحافظ على الوحدة الوطنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق