مقال يهمك

24‏/03‏/2011

هيكل: البرادعي وموسي بلا تاريخ سياسيي


قال الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل إن هناك حقائق استراتيجية غائبة عن المشهد المصرى، متعلقة بما تم من اتفاقات دولية خلال الثلاثين
عاما الأخيرة، وموقف اقتصادى غامض، وموقف مالى غير معروف، ووصفها بالصندوق الأسود
.ولفت هيكل، خلال رده على أسئلة الشباب فى حوار أداره الفنان عمرو واكد على فضائية أون تى فى، إلى أن هذه هى المرحلة المثالية لفتح هذا الصندوق، وإلا فإن أى رئيس قادم «هتسلمه الصندوق الاسود ده اللى فيه كل المصايب دى هيعمل ايه؟، كله سوف يتستر، وكل من هو قادم سيتستر لأنه لا يستطيع ان يواجه وسوف يصبح بالضرورة وبالواقع جزءا لا يتجزأ منه لأنه مش عايز يطلعه، وبالتواطؤ هنمشى كلنا فى نفس الطريق».
وتابع: «هذا هو الوقت لكى تختار طريقا».
وقال هيكل إن الحياة السياسية فى مصر، والتى تعرضت للتجريف خلال الفترة الأخيرة بحاجة إلى حوار وطنى شامل، يفتح الباب لكل التساؤلات، ويجيب عن سؤال: احنا رايحين على فين؟
وتحدث هيكل عن المرشحين البارزين للرئاسة: محمد البرادعى وعمرو موسى، ولفت إلى أن لهما تاريخا وظيفيا لا سياسيا، كما أن كليهما جاوز الـ75 عاما، فيما غاب الشباب «مفجرو الثورة» عن المشهد.
وقال هيكل إن الحياة السياسية تعرضت لعملية تجريف منظم خلال الثلاثين سنة الأخيرة، وهذا أدى إلى أن من يحاول العمل بالسياسة الآن يكون كمن يزرع فى صخر، وتابع: «أظن أن هذه هى المسألة الاولى بالاهتمام».
وقال هيكل إن الثورة تفتح الأبواب للتغيير بعد أن تبدو كل الطرق أمام الناس مسدودة، وأضاف: «فى 25 يناير عملتوا حاجة بديعة، الابواب اتفتحت، لكن أنا أكاد أشعر أن الناس كسروا الأبواب ثم أطلوا ثم خافوا مما رأوه ووقفوا ساكتين»، ثم شبههم بمن صعد إلى القمر وعندما سألوه ماذا تريد؟ أجاب: كيلو كباب.
وتابع هيكل: «محتاجين الناس اللى كان عندهم قدرة كسر الأبواب فى 25 يناير يبقى عندهم بعد نظر استكشاف المستقبل، ما اقدرش أكسر الأبواب وافتحها ثم أقف فى حالة رهبة مما رأيت».
وعن المادة الثانية من الدستور، قال هيكل: «ليس فى علمى أن طريق المستقبل كله يبدأ وينتهى بهذه المادة»، وتابع مفرقا بين الدستور والقانون، بأن الدستور لا يستثنى أحدا، وليس فيه إجبار لأحد، وليس فيه أغلبية وأقلية، موضحا أن أى حديث عن أقلية فى الدستور يدفعها للانفصال.
وأوضح هيكل أن الهوية الإسلامية جزء من تكوين الشخصية المصرية، لكن هذا لا يعنى الحجر على المكونات الأخرى للمجتمع المصرى.
ولفت هيكل إلى أن أهم ما ستسفر عنه الثورات «كشف ما كان خافيا من حقائق»، موضحا: «ليه أنا قلت فى الأول عن مجلس أمناء دولة ودستور، لأن فى حقائق لا تستطيع أن تقولها أنت للناس، ولكن لابد أن تكون هذه الحقائق لناس بيمثلوا روح ما هو قادم أو روح ما جرى».
وعن شباب الثورة قال: «أنا أمامى شباب عمل ثورة، وجاية انتخابات نيابية لو خد منها 3 كراسى يبقى كويس»، وأضاف مستنكرا: «هؤلاء الشباب ليس لهم اى تمثيل فى أى حاجة».
وتابع هيكل: «أنا النهارده لما حد يسألنى بقول نحن بحاجة إلى فترة انتقالية تطول شوية عن كده، والجيش ما يبقاش فيها لوحده مؤتمن لكن لابد أن ينشأ بجانبه مجلس أمناء دولة ودستور يمثل الشباب ويمثل القوى الأخرى».
وتناول فى حديثه الرئيس سابق مبارك، بقوله: «أنا عمرى ما شفته إلا فى المناسبات العابرة وقلت فى أحاديث كثيرة إنى مطمئن له لسببين السبب الأول انه طالع من مدرسة القوات المسلحة، والثانى انه تلقى درسا لا يمكن لأحد أن ينساه، لأنه كان موجودا فى المنصة»، مضيفا أن مبارك غضب منه بسبب حديثه عن موقف المنصة هذا.
وعن التحرك المطلوب فى الوقت الراهن قال: «أول حاجة لابد أن نعرف أين نحن، ولابد من وجود حوار وطنى قبل كل شىء، أنا مش عايز فرد معين أو حزب معين ينفرد بتقرير مستقبل بلد وهو سيعلم حقائق ويتستر عليها، كما يجب مناقشة الملفات الاقتصادية فى هذا الحوار الوطنى، وعاوز أقول إذا تولدت قوة الضغط الكافى لتحقيق مطلب فلا شىء يقف أمامها».
ووصف هيكل المواطن المصرى بأنه «يضحك عليه بطريقة غير طبيعية، على انه شعب زراعى وقاعد ومطمئن وعايز يتفاءل باستمرار»، واضاف: «جزء من المصايب اللى بنقع فيها راجعة للشعب المصرى، آن الوقت لكى نكلم الشعب بحقيقة فنحن نصدق بسهولة ونشك بعمق دون أن ندرس ونقدر وهذا نوع من الاستسلام للمقادير»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق