مقال يهمك

16‏/03‏/2011

عبود الزمر يكشف أسرارًا جديدة عن حادث المنصة


قال القيادى الجهادى عبود الزمر المكنى بـ«أبوعبيدة»، الذى قضى فى السجن 30 عاما على ذمة قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات إنهم قرروا الخروج على الرئيس الأسبق والانقلاب عليه، بعدما أفتى عدد من العلماء بخروج السادات عن الملة

.وكشف الزمر ضابط المخابرات الحربية السابق أن عددا من العلماء أجاز لهم الخروج على السادات وفى مقدمتهم الشيخ ابن باز والدكتور عمر عبدالرحمن والشيخ صلاح أبوإسماعيل، مضيفا: «هنا جاء دورى كرجل عسكرى للتدخل وتنفيذ هذا الخروج وفق معطيات الواقع».
وأكد الزمر أنه لم يكن موافقا على التنفيذ فى هذا التوقيت، وقال: «لو كنا نريد التخلص من السادات قبل المنصة لفعلنا فأحد أفراد الحراسة على مقر السادات كان من رجالنا ولو كلفناه لأطلق عليه النار من على بعد 20 مترا».
وكشف الزمر لأول مرة عن أن حادث المنصة لم يكن يستهدف السادات فقط، «المنصة بكل من فيها كانت الهدف والدليل أن المنفذين استخدموا قنابل يدوية».
ووصف عبود رفض مبارك عرضه بوقف العمليات القتالية فى 1993 بـ«الغباء السياسى».
وعن المرحلة المقبلة قال الزمر: «سيتم إطلاق حزب سياسى يعبر عن تنظيم الجهاد يضم قيادات التنظيم وكوادره وعددا من أعضاء التيار السلفى، هذا بالإضافة إلى الحزب الذى أعلنت الجماعة الإسلامية عن تأسيسه». وإلى نص الحوار الذى جرى بعد يوم واحد من خروجه وطارق من السجن:

كيف انضم عبود الزمر ضابط المخابرات العسكرية إلى تنظيم إسلامى جهادى؟
ـ ربنا أكرمنى بقضية الالتزام منذ أن بدأت استمع إلى خطب كثير من الدعاة فى مرحلة السبعينيات التى كانت تشهد زخما إسلاميا، وهو ما جعلنى أعيد النظر فى دورى كمسلم، وقبل ذلك كنت أصلى بشكل متقطع وأعيش حياتى بشكل عادى، وكان لابن عمى وصهرى طارق الزمر الفضل فى إمدادى بمجموعة كبيرة من الكتب، وبدأت أستمع لبعض الشيوخ مثل الشيخ إبراهيم عزت والشيخ كشك والشيخ الغزالى، وأثر هؤلاء الدعاة فى بشكل كبير، بعدها بدأت كرجل عسكرى أنظر للأمور بشكل مختلف، ووفق تعلمنا فى المؤسسة العسكرية بدأت أعيد نظرى فى فهمى لعدد من القضايا، كنت فى هذا الوقت رائدًا فى المخابرات الحربية والاستطلاع وبدأت أدرس آراء العلماء، وشرعت فى المقارنة بين مواقف الجماعات الإسلامية الموجودة فى الساحة فيما يخص فساد الحاكم ورفضه لتطبيق الشريعة، بعضها كان يفضل الصبر على الحاكم، والبعض الآخر كان يرى أن نبدأ بإصلاح المجتمع من القاعدة، وقلت ماذا لو طبقنا الإسلام على أنفسنا والتزمنا، لكن طبيعتى العسكرية جعلتنى أفكر بالتحرك والمواجهة فى حالة ما إذا رفض الحاكم الخضوع لتطبيق الشريعة.

لكن السادات فى هذا الوقت قال إنه رئيس مؤمن لدولة مسلمة؟
ـ الأمر لم يقف عند هذا الحد فالسادات كان يعد أوراقه كخليفة للمسلمين، المهم كان هناك مجموعة من المعطيات فى ذلك الوقت وشرعنا فى دراسة موقف السادات وقلت إن السكوت عليه لن يجدى، وبدأت أدرس قضية الخروج على الحكام، ووضعت السادات تحت الميكروسكوب، وتساءلت هل حالته تتطابق مع الحالات التى يجب فيها الخروج على الحاكم وهل هو مسلم صح أم لا، وعندما بحثنا المسالة ظهرت لنا مجموعة من الأسانيد، البعض قال إنه حاكم ظالم وفضلوا الصبر عليه حتى يرحل، وقال آخرون إنه خرج عن الملة وذلك بسبب رفضه للشريعة الإسلامية، بالرغم من وجود مشروع كامل لتطبيق الشريعة أعده الشيخ عبدالحليم محمود، وعندما مات الشيخ قال السادات الحمد لله الذى أراح واستراح، فضلا عن استهانته وسخريته من العلماء وإهانته للزى الإسلامى، بالإضافة إلى توقيعه اتفاقية كامب ديفيد بشكل منفرد مع العدو الصهيونى وقبل بإنهاء الصراع المسلح بين العرب وإسرائيل وكأنه أخذ التوكيل من الأمة العربية والإسلامية، مما ساعد على هدم النظام العربى وضياع فلسطين وضاع ثقل مصر فانفردت إسرائيل بلبنان وسوريا، وطبع العلاقة مع العدو وغير الاقتصاد ومناهج التعليم لدمج إسرائيل فى النظام العربى.
فتكونت لدينا قناعة بضرورة الخروج عليه، وانتظرنا رأى العلماء فى جواز الخروج على السادات وخلعه وأيد ذلك الرأى الشيخ ابن باز والدكتور عمر عبدالرحمن والشيخ صلاح أبوإسماعيل، وطلب منى كرجل عسكرى أن أبدأ فى تنفيذ هذا الكلام.

ما هو الإطار الحركى والتنظيمى الذى كنت تتحرك من خلاله؟
ـ كانت هناك مجموعات متفرقة تتحرك حاولنا تجميعهم وكوننا تنظيم الجهاد واخترنا الدكتور عمر عبدالرحمن أميرا له، وشكلنا له مجلس شورى، وبدأنا فى وضع خطة للانقلاب ثم تحريك ثورة شعبية على غرار ما حدث فى 25 يناير، لذلك البعض هنأنى بعد نجاح الثورة وقال لى إن الله أراد أن يريك ما كنت تخطط له قبل أن تموت، وذلك مع اختلاف الآلية، وما كنت أخطط له فى مطلع الثمانينيات هو التحرك العسكرى المدعوم مدنيا بثورة شعبية تسانده وتنزل الجماهير إلى الميادين والشوارع وتحتل الأماكن المهمة، بما يترتب عليه إسقاط النظام القائم مع تحييد القوات المسلحة.

كيف تم اتخاذ قرار اغتيال السادات وتنفيذه؟
ـ كنا قد أعددنا خطة يتم تنفيذها على 4 سنوات نحشد فيها القوى ونحقق المساندة الشعبية، ثم نبدأ بعدها فى اتخاذ قرار الخروج على السادات، وقلت حينها إن لم تكتمل الخطة فى هذه الفترة نمدها لمرحلة أخرى، ووضعنا خططا بديلة، وعندما صدر قرار التحفظ لم يكن تحقق من تلك الخطة سوى 10% وألقى القبض على عدد كبير من الإخوة وشعرنا بتهديد، فى هذا التوقيت عرض الملازم أول خالد الإسلامبولى وكان من مجموعتى على محمد عبدالسلام فرج وقال إنه يستطيع أن يخلصنا من السادات دون انتظار لاكتمال الخطة لأنه سيشارك فى العرض العسكرى، وبدأنا التنسيق وحضرت مجموعة الصعيد وباركوا كلام الإسلامبولى، وأرسلوا لى هذا السيناريو واعترضت عليه وقلت لهم إن هدفنا ليس قتل السادات فقط، ولو كان الأمر كذلك لقتلناه لأننا تمكنا من تجنيد جندى بالحرس الجمهورى وكان موقعه قريبا من السادات ويراه على مسافة 20 مترا فقط، وكان السادات هدفا سهلا يستطيع النيل منه فى أى وقت، لكننا لم نطلب منه ذلك، لكن الإسلامبولى أصر على تنفيذ العملية بالرغم من رفضى لها وقال سأنفذ حتى لو رفضت الجماعة، وفى النهاية نزلت على رأى الأغلبية، وقمت بإرسال الذخيرة والرصاص الخارق للدروع مع طارق الزمر وهى التهمة التى حوكمنا فيها أنا وطارق بالمؤبد.

قبل الدخول فى تفاصيل المنصة كيف عرف السادات أنك تخطط للانقلاب عليه وقال فى إحدى خطبه «الولد اللى هارب أنا مش هارحمه»؟
ـ بعد قرارات التحفظ فى سبتمبر تم القبض على مجموعة من التنظيم وهم يقومون بشراء السلاح وتم تتبعهم ورصدهم وتمت مداهمة منزلى بعدها ولم أكن موجودا، وعندما دخلوا وفتشوا البيت عرفوا أنى ضابط مخابرات وعثروا على ورقة بها مجموعة من الأكواد والرموز، وأخرى بها أماكن وجود السادات لحظة بلحظة، وورق مراقبة للوزراء المهمين وكان يعد تلك الأوراق مجموعات معاونة لى وبعد خطاب السادات، بادر الإخوة بالتحرك، وكان هناك توفيق كبير فى التحرك، ومن ضمن العجائب حكى لى أحد المشاركين فى العملية أثناء وجودنا فى السجن، إنه كان يتم تفتيش جميع المدرعات التى تشارك فى العرض من قبل الشرطة العسكرية، وعندما جاء الدور على مدرعته التى كان يحمل بها ذخيرة قال له مسئول الشرطة العسكرية «عدى»، وللعلم من نفذوا العملية كانوا قد اتخذوا قرارا بالشهادة وقالوا سيتم قتلنا ولن ينتظر الحرس حتى يقبض علينا.

هل كان التخطيط بقتل السادات وحده؟
ـ لم يكن المخطط اغتيال السادات فقط، ولكن كل من كان فى المنصة كان هدفا والدليل استخدام المنفذين للقنابل اليدوية، وما قاله المحامون فى التحقيقات بأن السادات كان وحده هدف المنفذين كان تخريجة حتى يتمكنوا من تخفيف أحكام الإعدام على الإخوة المشاركين، ولكن القرار كان التخلص من المنصة بالكامل، والبعض قال إن من تولى الأمر بعد السادات كان قتله أهم من السادات، وعندما علم النائب العام وقتها أنى كنت رافضا لتنفيذ خطة الاغتيال بهذا الشكل وكنت مع فكرة التغيير الكامل قال لى إنك أخطر منهم لأنك أردت خلع النظام من جذوره، وانتهى الأمر بفشل فكرة التغيير بدون تحرك الشعب الذى لم يكن مهيأ لذلك فى هذا الحين.

لماذا نجا الشيخ عبود والدكتور طارق من أحكام الإعدام؟
ـ أحكام الإعدام صدرت ضد المحرض والمنفذ والمساعد فى التنفيذ وهو ما تم تطبيقه على محمد عبدالسلام والاسلامبولى وعباس، أما نحن فطبق علينا قانون الاتفاق الجنائى ولم تكن عقوبته الإعدام، خاصة أن الإسلامبولى قال فى التحقيقات إننى قررت تنفيذ العملية سواء رضوا أم لم يرضوا، وهنا أؤكد أن ما قيل حول أن الجيش قام بحماية عبود من الإعدام غير صحيح، وأحب أن أقول إننى بعد الحكم بعدم دستورية المادة 48 الخاصة بالاتفاق الجنائى لست مسئولا عن قتل السادات ولا يستطيع أحد أن يوجه لى هذه التهمة ولن تتم إدانتى لو أعيدت محاكمتى الآن.

لو أعيدت الكرة مرة أخرى هل ستختار الخروج على السادات بالسلاح أم بالثورة الشعبية السلمية مع الوضع فى الاعتبار ما حدث فى 25 يناير؟
ـ الوضع الآن اختلف هناك مجتمع دولى يدعم بشكل قوى المظاهرات السلمية وهناك أدوات ضغط أخرى كالإعلام والانترنت، وسابقا كانت المظاهرات تدهس ولا يحرك أحد ساكنا، والمظاهرات السلمية فى هذا التوقيت لم تكن تكفى وحدها لتغيير النظام، لأنك مهما عملت من حشد لم يكن هناك غطاء دولى يدعمك، لذلك أنا اعتبر أن ثورة 25 يناير لم تكن سلمية فقط، فهذه الثورة استخدمت فيها القوة، بدأت سلمية لكن فى توقيت ما قام النظام باستخدام السلاح والخيالة والناس صمدت وواجهت بالطوب والحجارة واستعملوا القوة المتاحة، إضافة إلى دعم الجيش للثورة، وهى القوة التى كان من الممكن أن يستخدمها مبارك ضد الثوار لكن تلك القوة رفضت وانحازت إلى الناس، ولا أستطيع أن أجزم أن الثورة المدنية وحدها تستطيع أن تحدث تغييرا، وأحب أن أذكر بشىء خطير عندما اجتمع المجلس العسكرى بدون مبارك وكانت هذه إشارة مفادها أننا كجيش لسنا معك كحاكم، وقد تكون إشارة بأن مبارك أراد أن يستخدم الجيش ضد الثوار إلا أن قيادات المجلس رفضوا، فالجيش منذ نزوله لم يكن لديه النية فى توجيه سلاحه ضد الناس، وقتل الشعب أمر غير مقبول عند القوات المسلحة.

ما هو السبب فى أعمال العنف وقتال النظام فى هذا الوقت.. وهل كان لقادة السجون دور فى تكليف أعضاء الجماعة بعمليات قتالية؟
ـ لم يكن السجن فى ذلك الوقت يدير الأعمال القتالية فى الخارج، وكان الإخوة يتخذون قرارهم بناء على الموقف على الأرض، وكان السبب فى القتال فى تلك الأثناء الاعتقالات التى كان النظام يشنها فى صفوف الإخوة، وهتك أعراضهم فى السجون، والتعذيب الشديد، فعنف الجماعة كان رد فعل على عنف النظام، وقيام النظام بعد ذلك بنزع المساجد وتقييد الدعوة، وبناء عليه أقول إنه من غير المطروح حمل السلاح فى وجه الحكومة الحالية فهى تسمح بالعمل السياسى السلمى.

حدثت مفاوضات حول وقف العنف فى مطلع التسعينيات ما حقيقتها؟
ـ سأكشف لك سرا لم يذع من قبل وهو أننا بدأنا اتصالات مع مبارك عام 1993 عن طريق أحد الوسطاء وهو أحد أركان النظام فى هذا الوقت ـ رفض الكشف عنه ـ وحملته حينها برسالة إلى مبارك قلت فيها إننا كقيادات تاريخية سنتوسط بين الدولة والمجاهدين لوقف العمليات القتالية، مقابل تنفيذ مطلب واحد فقط وهو تنفيذ أحكام الإفراج عن المعتقلين، وجاء الرد باهتا وقال مبارك للوسيط لا تردوا عليه بالإجابة أو الرفض ودعوا الباب مواربا، ولم أشعر فى يوم من الأيام أن مبارك كان مهتما بمصلحة المصريين، وقال فى إحدى المرات إنه عنده استعداد أن يضحى بـ10 آلاف منا للقضاء على الإرهاب وأضاف حينها: «قاتلنا إسرائيل على ثلاث مراحل فقدنا فيها 10 آلاف»، شعرت حينها بمدى غباء مبارك السياسى.
بعد ذلك بدأت المفاوضات مع وزير الداخلية حينها عبدالحليم موسى، واستدعانى رئيس مصلحة السجون فى مكتبه وتناقش معى وكان موسى يتابع الحوار عبر دائرة تليفزيونية، وكررت نفس العرض وأعجب موسى به نظرا لأننا لم نطلب أشياء كثيرة، وقال سأرد عليكم بعد 10 أيام وبعد انقضاء العشرة أيام جاء الرد باقتحام إمبابة واعتقال عدد كبير من الإخوة، وأقيل موسى من الوزارة وقيل إن إقالته بسبب موافقته على العرض.
بعدها بدأنا نفكر فى مبادرة وقف العنف من طرف واحد، وأطلقنا بيان وقف العنف عام 1997 لكن بعدها للأسف حدثت مذبحة الأقصر، وذلك بسبب عدم معرفة الإخوة فى الجبال ببيان وقف العنف وكانوا قد خططوا للعملية من قبل.

لماذا لم توقع أنت وطارق الزمر على مراجعات الجماعة الإسلامية؟
ـ كنا متفقين على وقف العمليات على الأرض لكننا كنا نريد أن يكون هناك تفاوض مع النظام، بمعنى أن نعطى خطوة ونحصل مقابلها على خطوة، وأن يتم التعامل مع مشكلتنا على أنها سياسية وليست أمنية، فالنظام السابق كان يتعامل مع السياسيين على أنهم مجرمون، والخلاف الرئيسى نشب بيننا لأن هناك تيارا بالجماعة أضاع جميع أوراق الضغط وكان منها الكتابة الفكرية للإخوة، وحل الجناح العسكرى، وزيارة القيادات الجهادية للسجون بأشخاصهم لإقناع الإخوة، وتصفية الأجواء خارج السجون كلها كانت أوراق ضغط وضاعت، ونظرا لموقفى المعارض تنازلات دون الحصول على أى امتيازات، تم إبعادى أنا وطارق فى سجن أبوزعبل، وأدار المراجعات فى هذه المرحلة الفريق الآخر من الإخوة وعلى رأسهم ناجح إبراهيم وكرم زهدى، وكل ما حصلوا عليه تحسينات إدارية داخل السجون وهى لم تكن تساوى شيئا لأننا كنا نحصل عليها من خلال الإضرابات عن الطعام، وبعد فقد جميع الآليات وأوراق الضغط بدأ هؤلاء الإخوة فى مرحلة التنازلات وتسول العطاء من الحكومة، وأريد أن أوضح أنهم قد يكونون مخلصين أرادوا تخليص الإخوة من السجن لكنهم أخطأوا فى آلية التنفيذ، فبعضهم خاف من انكسار الإخوة بالسجون بعد عزلهم ومنع الزيارة عنهم لمدة 7 سنوات لدرجة أن أحد الإخوة عندما فتحوا عليه الزنزانة وجدوا أن الباب قد صدأ بسبب عدم فتحه، كان يدخلون الأكل للإخوة من فتحة صغيرة، وكان الإخوة يقضون حاجتهم فى الزنزانة.

وجه البعض اتهاما لقيادات بالجماعة الإسلامية بالتواطؤ مع النظام السابق فى إقرار بعض مواقفه والهجوم على الإخوان؟
ــ كان ذلك حقيقة، لكن كان السبب أنهم حسبوا حسبة خاطئة وهى أنهم اعتقدوا أن انتقادهم لإخوانهم وعدم مهاجمة النظام، سيخفف الأمن على الإخوة، لكننا كنا نرفض ذلك فى السجون، وعملت حملة مضادة اسمها الحملة التكميلية لموقف الجماعة الإسلامية كان الهدف منها إحداث توازن بين ما يقوله الإخوة خارج السجون وبين الموقف الفعلى والحقيقى للجماعة.

هل كنت تتوقع أن يحدث هذا الانفجار فى مصر؟
ـ كنت متوقعا أن هذا النظام حتما ستقع فيه كارثة وذلك بسبب الظلم الشديد الذى حدث فى السنوات الأخيرة، ولكن لم أكن أتوقع أن أرى ذلك بعينى، ولم أكن أتوقع أن يتحرك الشباب خاصة أن كل ما كان يصلنى عنهم أنهم مغيبون، وأصابنى اليأس وازداد هذا اليأس بسبب عدم تحرك الناس بسبب رغيف العيش، لذلك كتبت عن وقفة اليوم الواحد لكسر حاجز الخوف وكسر الداخلية فى مواجهة، وعندما وجدت 50 ألفا خرجوا يوم 25 يناير قلت فى البداية إنها حركة احتجاجية ودعمتها، وبعد ذلك سالت الدماء فقلت إن هناك انتصارا سيحدث، وعرفت أن الناس ستصمد وتأخذ بالثار، وطالبت شباب الجماعة بالانضمام لميدان التحرير ونصرة المطالب المشروعة.

كيف استقبلت دعوة أحد قيادات الجماعة بعدم الخروج فى المظاهرات؟
ـ قمت من داخل السجن بدفع الشباب وطالبتهم بعدم ترك الميدان والصمود، وكان هناك خلاف بين أعضاء الجهاد والجماعة الإسلامية والسلفيين حول الراية التى سيخرجون من أجلها فحسمتها وقلت إنها راية المطالب العادلة ونصرة المستضعفين، وقلت لهم من يمت فى الميدان فهو شهيد، وبالفعل ذهب عدد كبير من الشباب وكان لهم دور مهم فى «موقعة الجمل» نظرا لخبرتهم فى هذا المجال.

طالب بعض شباب الجماعة بحل مجلس شوراها الحالى بسبب موقفه من الثورة ودعوا إلى انتخاب مجلس جديد؟
ـ أنا مع ذلك وطالبت أن يقود الشباب المرحلة المقبلة وقلت أنا وطارق إننا لن نشارك فى أى هيكل تنظيمى، ورفضنا حضور اجتماعات للمجلس حتى لا نقره، وقلت لابد من عقد جمعية عمومية لانتخاب مجلس جديد، وهناك خطوات عملية تجرى الآن لتحقيق ذلك.

وماذا عن تنظيم الجهاد الذى كنت أميرا له.. وهل من الممكن توحيد الصف بين الجماعة الإسلامية والجهاد؟
ـ تم اتخاذ خطوات عملية لتوحيد الصفوف من خلال عمل حزب للجماعة الإسلامية، وعلى الجانب الآخر سيؤسس تنظيم الجهاد حزبا وسيعلن عنه وعن برنامجه قريبا ويوجد به مجموعة كبيرة من الأسماء المحترمة، وسيتم عمل ائتلاف بين حزبى الجماعة والجهاد لأنه من الصعب أن يندمج التياران فى حزب واحد نظرا لوجود بعض الاختلافات الفكرية.

أين موقع آل الزمر من الحزبين؟
ـ وجدت أنا وطارق أن المصلحة تقتضى عدم وجودنا فى أى تشكيلات حزبية وسيقتصر دورنا على التوجيه والدعم والإصلاح والتوفيق بين التيارات لنجاح هذه الائتلافات.

كيف تبدد المخاوف التى صاحبت عودتك؟
ـ أريد فى البداية أن أؤكد دعمى لوزارة عصام شرف وأدعو للصبر عليه ومساعدته فى البناء وأن نعرض مشاكلنا عليه ونترك له فرصة فى الحل، كما أدعو لدعم المجلس العسكرى لأنه مجلس جاد وأنا أعرفهم جميعا، فرئيس الأركان الفريق سامى عنان كان دفعتى، وهذه شخصيات لا يمكن أبدا أن تغدر بالثورة.

ماذا عن مشاركة المرأة والأقباط فى حزبى الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد؟
ـ لن نمنع النساء من المشاركة فزوجتى أم الهيثم تمارس العمل العام، وسنقوم بترشيح المرأة فى الانتخابات على مقاعد الكوتة ومن الوارد أن يتم ترشيحها فى مواجهة رجال إذا كانت ذات ثقل، فالحزب سيكون مفتوحا للجميع بمن فيهم الأقباط ومن يرد أن يدخل الحزب على مبادئه أهلا وسهلا به.

وما هو موقفكم من تولى المرأة أو القبطى رئاسة الجمهورية؟
ـ أنا مع الفكرة العامة بترشيح المرأة والقبطى وإن كنت لن أصوت لمرأة أو قبطى فى الرئاسة، فهل من الممكن أن تتصور مثلا أن مسلما قد ينجح فى انتخابات الرئاسة الأمريكية.

وهل تقبل بالتعددية حتى لو جاءت بعلمانى ليبرالى أو ماركسى؟
ـ عندما قمنا بالتفكير فى العمل السياسى كان الإخوان موجودين وسئلت لماذا لا تنضمون لهم قلت: أرى أن الإسلام ليس حكرا على أحد ولابد أن يكون هناك تعدد حزبى، وأنا أؤكد أن مبدأ التعددية موجود، لدينا الذى يقبل به، يقبل بمن سيأتى من خلال صندوق الانتخابات سواء كان ماركسيا أو غيره.

هل ستخوضون انتخابات مجلس الشعب القادمة؟
ـ بالتأكيد سيكون لنا مرشحون وسننافس على 30% من المقاعد مثل الإخوان ونحن الآن بدأنا مرحلة اختيار وتحديد أسماء مرشحينا فى المناطق المختلفة.

وهل سترشحون نساء؟
ـ وارد.

وهل تفكر فى ترشيح نفسك فى هذه الانتخابات؟
ـ لا، غير وارد بالمرة لأنى متخذ قرارا بعدم الترشح فى أى انتخابات.

وهل سيكون هناك تنسيق بينكم وبين الإخوان؟
ـ بالتأكيد ولن يكون مع الإخوان فقط بل مع كل الاتجاهات السياسية.

لو جاء نظام جديد ونهج نهج مبارك الاستبدادى.. هل ستكون مع الخروج السلمى عليه أم ستفكر فى الانقلاب بالسلاح؟
ـ الفكرة الانقلابية تكون مسيطرة فى حالة عدم وجود آلية لعزل الحاكم، وثورة 25 يناير كسرت حاجز الخوف أمام الناس، فالجماهير أصبح من السهل حشدها لتغيير ما لا يرضيهم، وهو ما اختلف عن العهد السابق حيث لم أكن أستطيع جمع الناس لعدم وجود الوسائل المتاحة فى هذا العصر من فيس بوك وانترنت، ولا إعلام وضغط دولى، وهنا أقول عندما تتوافر وسيلة أقل فى التكلفة فأنا أؤيدها بدلا من الخروج المسلح على النظام، وأتصور أن النظام الجديد فى ظل هذه الوسائل وآليات الحشد لن يستطيع أن يوجد ديكتاتورا أو مستبدا جديدا.

أعلن كل من عمرو موسى والبرادعى وأيمن نور وحمدين صباحى وهشام البسطويسى عن نيتهم فى الترشح للرئاسة من سيدعم عبود وتياره؟
ـ لا أستطيع أن أعلن ذلك فى الوقت الراهن لأن هذه الأسماء الخمسة لن يكونوا هم المرشحين فقط، فضلا عن أننا ندرس ترشيح أحد رموزنا للانتخابات الرئاسية، وأريد أن أوضح أنى لن أرشح نفسى لأن المهمة صعبة للغاية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق