مقال يهمك

15‏/04‏/2011

عمرو موسي: النظام الرئاســـي هـو الأفضـل

عمرو موسي واحد من أبرز المرشحين المحتملين للرئاسة وهو كغيره من المرشحين تنقسم الآراء بشأنه بين مؤيد ومعارض‏,‏ غير انه يختلف عن الآخرين في أن قصة ترشيحه تعود لفترة طويلة مضتمنذ أن غني له مطرب البسطاء شعبان عبدالرحيم الأغنية الشهيرة بحب عمرو موسي واكره إسرائيل بسبب مواقفه ضد
التعنت الإسرائيلي وحضوره السياسي المؤثر وشخصيته الكاريزمية التي جعلت الكثير من البسطاء يتمنونه في مقعد الرئاسة حتي في ظل هيمنة الرئيس السابق مبارك.. فهل ستستمر تلك الصورة ام أن رياح الثورة أعادت الكرة إلي منتصف الملعب الانتخابي بعد أن أزاحت النوافذ والابواب ورفعت طموح الناخبين؟!
علي مائدة عمرو موسي فتحنا كل القضايا التي تتعلق برؤيته للوضع الداخلي والخارجي علي السواء بدءا من قضايا الدستور ومدنية الدولة, ومرورا بالقضايا الاقتصادية والأجور والخصخصة والبطالة وانتهاء بقضايا النيل والعمل العربي المشترك والموقف من إسرائيل والمعونة الأمريكية وغيرها.
> البداية من ميدان التحرير ووضعه الراهن بين الشد والجذب والتداخل بين الثوار والثورة المضادة واستمرار التظاهر ورؤيتك للخروج من هذا الوضع لكي نبدأ مرحلة التأهيل العملي؟
>> أولا ـ أنا لا أري في ذلك مأزقا بل أراه انه إحدي المشاكل التي تأتي بعد أي ثورة ومن ثم أري انه جزء من الصعوبات التي كان يجب أن تكون متوقعة والتي يجب التعامل معها ولا أعتقد أنها بالضرورة ستكون متكررة. ثانيا ـ لا أري أن هناك ما يسمي بالثورة المضادة لأن الثورة المضادة تعني أن هناك ثورة قائمة علي أسس ومبادئ وأفكار وتستهدف أهدافا محددة والذي حدث مجرد تخريب للثورة وإنما ليست ثورة علي الثورة.
> هل تفكر في عمل مبادرة شخصية منك ومقابلة المجلس الأعلي للقوات المسلحة وتقول وجهة نظرك فيما يحدث وكيف يجب أن تسير الأمور في اتجاه التهدئة؟!
>> ليس هناك ما يمنعني أبدا من التواصل مع المجلس الأعلي أو بعض أعضائه وأنا أري أن الوقت قد حان لعقد اجتماع أو إثنين للنظر في الوضع الحالي والتهديدات والمؤامرات الحالية وكيفية مواجهتها سويا وان يدعي إليه كل الفعاليات السياسية القائمة في مصر سواء الجماعات أو الأحزاب الجديدة التي علي وشك الظهور أو الأحزاب القديمة أو رجال السياسة والفكر والمرشحين الجادين ويتم دعوتهم من قبل المجلس الأعلي للقوات المسلحة لمناقشة عميقة للموقف وتبادل الآراء والعمل علي التوصل إلي خط واحد نسير فيه.
> في رأيك هل هناك من يحاول الوقيعة بين الجيش والشعب؟
>> جزء من عملية التخريب طبعا الوقيعة بينهما وهناك من يتحدث عن الجيش دون الحديث عن المجلس الأعلي ومن يتحدث عن المجلس كجزء منفصل عن الجيش وكل هذا لزرع الالتباس, والمهم ان ننقي الموقف ونوقف عملية زرع الفتنة ولذلك اقتراحي في عقد اجتماع تشاوري لمدة يوم أو نصف يوم, أن يكون من مهمته أن يزيل هذا الالتباس ويناقش هذه المخاوف ويقترح حلا لها.
> هل تقدمت بهذا الإقتراح؟
>> أقدمه حالا من خلال جريدة الأهرام.
> ما رأيك فيما يطرحه البعض في أن يكون هناك مجلس رئاسي بديلا للجيش ـ هل هذا مقبول الأن؟
>> أنا أري ان وجود مجلس رئاسي بالإضافة إلي المجلس العسكري أو وجود بديل عنه سوف يأخذ نقاشا طويلا, والأفضل أننا نعمل لنعبر المرحلة الانتقالية وننتقل إلي مرحلة الاستقرار بإنتخاب البرلمان وانتخاب الرئيس, وغير ذلك هو تضييع للوقت وتطويل للمرحلة الانتقالية.
> في رأيك إجراء الانتخابات الرئاسية أولا أم الانتخابات البرلمانية؟
>> كان في رأيي أن تكون الانتخابات الرئاسية أولا, والآن لن أخوض معركة في هذا الاتجاه, وكنت أري أن المنطق ان نبدأ بالرئيس المدني المنتخب وتكون مهمته أساسا اعداد الدستور ويدعو إلي لجنة عامة لصياغة مشروع دستور ثم يدعو إلي انتخاب هيئة تأسيسية منتخبة مباشرة من الشعب لتناقش المشروع وتعتمده, ثم بعد ذلك تبدأ الانتخابات البرلمانية, أما الآن وطبقا للتعديلات الدستورية التي تمت فقد تغير الوضع وعلينا أن نتعامل معه ونبدأ بالانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية.
> ما هي توقعاتك بالنسبة للانتخابات البرلمانية المقبلة؟!
>> الانتخابات البرلمانية القريبة لن تؤدي إلي برلمان يمثل المرحلة الجديدة, والآمال كانت معقودة علي الديمقراطية الجديدة, بسبب أن الأحزاب القديمة غير جاهزة ولا الأحزاب الجديدة قامت حتي الآن ولا التجمعات والائتلافات مستعدة, إذن هذه الانتخابات سوف تأتي بشكل أو بأخر قريبة من الوضع السياسي التي جرت الانتخابات السابقة علي أساسه, صحيح أنه لن يكون هناك تزوير إنما لن تكون كل القوي ممثلة في هذا البرلمان.
> هل تري أن البديل ان يكون الدستور بعد انتخاب الرئيس؟
>> كان في رأيي الدستور بعد الرئيس فالبرلمان, والأن البرلمان فالدستور فالرئيس, وأخرون يقولون البرلمان فالرئيس فالدستور, وهذا يحدث إلتباسا لأن خارطة الطريق غير واضحة أمام الكثيرين والهدف من كلامي أرجو أن تكون خارطة الطريق واضحة للجميع.
> إذا نجحت في الانتخابات ما هي خارطة الطريق بالنسبة لك؟
>> اعتقد أن الرئيس المقبل هو أول رئيس في الجمهورية الثانية في مصر, لأن الجمهورية السابقة التي بدأت في32 يوليو انتهت أو وصلت إلي منتهاها, وبدأ عهد جديد بـ52 يناير الذي يدعو إلي الديمقراطية, بينما أدي النظام السابق إلي الديكتاتورية.. الديمقراطية تعني أن الرئيس المنتخب يقوم باعداد دستور جديد يتوجه نحو المستقبل, والرئيس الأول في رأيي لابد أن يكون رئيسا لفترة واحدة.
> معني هذا انك إذا نجحت لن تترشح مرة أخري؟
>> برد قاطع أجاب طبعا هتكون فترة واحدة فقط ـ أحاول أن أعمل جهدي كله لوضع مصر علي الطريق نحو المستقبل.
> ما هو أول قرار ستصدره في حالة فوزك بالمنصب؟
>> إلغاء قانون الطوارئ والعودة إلي الوضع الطبيعي في مصر, ثم البدء بمواجهة الفساد الحقيقي في المجتمع, لأني أري أن هناك خللا خطيرا حدث في المجتمع المصري أدي إلي ما نحن فيه, وأصاب جميع جوانب المجتمع, والفساد مش اللي بنشوف صورهم النهاردة في السجن لأ الخلل اعمق لأنه أصاب الإدارة والخدمات الخاصة بالمواطنين في القري والمحافظات وادي إلي طغيان الفساد علي الحياة بصفة عامة.
> كيف ستواجه هذا الفساد؟
>> القوانين هي الغطاء الملكي للفساد, وغابة القوانين التي شرعت في السنوات الأخيرة كلها مليئة بالثقوب والمعروف أن القانون يحظر أشياء عديدة ويأتي في آخر فقرة ويقول ومع ذلك يجوز.
> أي السرقة اصبحت بالقانون أو المخالفة بالقانون؟
>> أحد الأسباب الرئيسية للفساد هو غابة القوانين التي سنت بالشكل المعوج الذي حدث, ويبقي علي الرئيس القادم أن يعالج هذه الغابة من القوانين التي تؤدي إلي الفساد. خلاصة القول فإنني أري ضرورة ان تتحول مصر في المرحلة الرئاسية الأولي إلي ورش عمل كبيرة.
> لماذا؟
>> لأني أري أننا اضعنا أوقاتا كثيرة لم نعمل فيها شيئا, ورشة عمل لإصلاح ما فسد يعني أن يأتي الرئيس ويطلب من مجموعات من الخبراء, وليس معني كلامي الخبراء من أهل الثقة, مثل التعليم إذا اصبحت الرئيس المنتخب سأطلب من شخصية مثلا الدكتور أحمد زويل أن يرأس هذه المجموعة الرئاسية أو ورشة العمل الرئاسية لموضوع التعليم والبحث العلمي.
> بالمناسبة.. ايهما تفضل النظام الرئاسي أم البرلماني؟
>> أفضل النظام الرئاسي في السنوات الأولي لعدم وجود أرضية حزبية وسياسية مستقرة, والانتظار قليلا لنصل إلي مرحلة النضج في العمل السياسي.
> الا تفكر في النظام المختلط؟
>> عندما نتحدث عن النظام الرئاسي يجب ان نستبعد بالكامل ما حدث منذ عام2591 وحتي ولاية الرئيس السابق, لأن الرئيس القادم الدستور يخاطبه ويقول له: أنت رئيس لمدة أربع سنوات فقط, ورئيس يعمل في إطار دستور حدد سلطاته وفصل بين السلطات, وقرر استقلال القضاء وحدد سلطات مجلس الوزراء بوضوح, والبرلمان بوضوح, ورئيس الدولة بوضوح, فمهما كان النظام الرئاسي لايمكن ان ينتج ديكتاتورا اطلاقا ثم ان الشعب عينه فتحت والميادين موجودة.
> بالنسبة للمحافظين تفضل الانتخاب ام التعيين؟
>> أنا من أنصار اللامركزية, وعندما نطبقها لايجب إحداث هزة في المجتمع أي علي مراحل تدريجية بمعني أن نبدأ بالعمد ونعيد المجلس القروي وتنتخب القرية مجلسا لها يتولي إدارة شئونها, أما المحافظ فيجب ان نستهدف انتخابه في مرحلة لاحقة.
> لو انك تؤيد النظام الرئاسي يعني ذلك انه لن يكون هناك رئيس وزراء؟
>> من الممكن أن يكون هناك رئيس وزراء والنظام الرئاسي لا ينفي وجود رئيس للوزراء, انما كشخصية تنفيذية, وكل ذلك منوط بالدستور, وأنا أفضل وجود الوزير الأول, وهذا كله سيعرض علي مجلس صياغة الدستور ويناقش مثل هذه الأمور, واختيار ما يناسبنا من بينهما.
> هل تفضل الانتخاب بالقائمة أم الانتخاب الفردي؟
>> أنا أفضل القائمة وإذا ما أمكن يكون علي الأقل القائمة المختلطة.
> لكن المواطن المصري لا يحب القائمة؟
>> نحن لا نستطيع أن نقول ان المواطن لا يحب القائمة وانما المواطن المصري تعود علي النظام الفردي ونظام القائمة سيخدم العمل السياسي الجماعي.
غدا نستكمل الحوار حول رؤية عمرو موسي للقضايا الاقتصادية والخارجية ومياه النيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق