كشف هبوط أرضى فى سجن القطا عن نفق أعده مساجين بعمق 4 أمتار أسفل العنابر ويمتد حتى 45 مترا، إلى أسفل أحد أبراج أسوار السجن، الذى ظهر عليه ميل كبير، وعندما تقدم الحارس بشكوى
إلى مأمور السجن بميل الكرسى، الذى يجلس عليه وحدوث شروخ شديدة فيه، كشفت المعاينة الأولية عن النفق الذى أعده المساجين للهروب من السجن
.تم إخطار اللواء نزيه محمد محفوظ مساعد وزير الداخلية لأمن قطاع السجون، فأمر بسرعة الكشف عن المتهمين بحفر النفق، وانتقل لمكان الواقعة عدد من القوات الخاصة بالتنسيق مع أفراد الجيش، حيث تمكنت القوات من دخول عنابر السجن وتبين من معاينة النفق أن المساجين استعانوا بأكثر من 50 لوحا خشبيا من غرف المخبز والمخزن المجاور وبعض الغرف وتم حفر أحد العنابر من الناحية الخلفية ووضع ألواح الخشب بطريقة هندسية، كما يتم فى الأنفاق بين غزة ومصر وتم الحفر حتى مر النفق من أسفل المخبز والمخزن وامتد إلى سور السجن، وكاد يصل إلى نهاية سور الحراسة، لكنه انهار بسبب التربة الرملية دون أن يصاب أحد من المساجين. وكشفت تحريات مباحث السجن أن 13 سجينا، بعضهم من أعراب سيناء وبلبيس كانوا وراء حفر النفق، وألقى القبض عليهم وبإحالتهم إلى النيابة قالوا فى التحقيقات إنهم يتعرضون للضرب وإطلاق النار عليهم منذ فترة طويلة وبعد الثورة، وأصيب بعضهم بالنار ولم يتم إسعافهم، ونسبوا إلى حراس السجن إلقاء الطعام أمام العنابر وعند خروجهم لأخذه يطلقون الرصاص عليهم، كما تم إشعال النار فى مخزن المواد الغذائية الخاصة بالسجن وفى المخبز وأصبحت الحياة داخل السجن لا تطاق ومياه الصرف الصحى تزداد يوما بعد يوم فى العنابر وتتراكم حولها الحشرات دون إصلاح كما أنهم ممنوعون من الزيارات وتم إغلاق الأبواب عليهم منذ فترة طويلة، مشيرين إلى أنهم طلبوا من إدارة السجن إنقاذهم دون جدوى، فاستعانوا بأحد الأعراب لتنفيذ النفق على غرار أنفاق غزة.
ونسبت إليهم التحقيقات القول بأنهم كسروا المخبز وبعض الغرف واستخدموا الألواح الخشبية فيه وقاموا بالحفر فى النفق لأكثر من عشرين يوما ثم فوجئوا فى إحدى الليالى بسماع صوت تبين أنه انهيار التربة الرملية داخل النفق، وتم اكتشافه مطالبين بتطبيق الإفراج الشرطى عليهم وإنقاذهم من الموت.
من جانبهم، قرر ضباط الشرطة فى التحقيقات أن سجن القطا يتعرض يوميا لإطلاق النار من خارج السجن يوميا فى الليل وأن هناك محاولات كثيرة لاقتحامه منذ الأيام الأولى للثورة وأنهم تصدوا للعديد من المحاولات، التى وصلت ذروتها منذ أيام، حيث استخدم المساجين مواسير المياه سيوفا حامية واحتجزوا أمين شرطة وضابطا كرهائن، وتم تخليصهما بصعوبة ولم يتمكن الضباط من الدخول إلى العنابر خوفا منهم، لافتين إلى أن الضباط يعانون مشكلة كبيرة تواجههم، وهى صعوبة الحفاظ على حياة المسجون، الذى يعرض حياته للخطر، كما أن الرأى العام سوف يحاسب الضباط فى حالة مقتل أى سجين فى السجن فى أثناء محاولة الهرب، وقالوا: «نتعامل معهم بطريقة هادئة حتى تهدأ ثورتهم، حيث إن أغلبهم عليه أحكام تزيد على 5 سنوات فى قضايا وجرائم قتل ومخدرات ويريدون الخروج فقط دون اتباع أى قانون». يذكر أن سجن القطا شهد أحداث شغب كثيرة فور قيام الثورة فى 25 يناير، حيث حاول عدد من المساجين الهروب من السجن على غرار ما حدث فى سجن أبوزعبل وتم إطلاق النار من خارج السجن عدة مرات وتدافع المساجين من الداخل لإمكانية الهرب وتم إطلاق النار على بعض المساجين، وأسفرت الطلقات النارية عن مقتل اللواء محمد البطران والعديد من المساجين، كما أصيب بعضهم بإصابات خطيرة وتم إخلاء السجن ووصل عدد المساجين إلى 4 آلاف سجين بدلا من 6 آلاف قبل الثورة، كما ساءت فى الأيام الأخيرة، أيضا، العلاقة بين المساجين وحراسة السجن، ووصل الأمر بينهما إلى حد التنافر للدرجة التى لم يتمكن معها الحرس من دخول العنابر نهائيا، ويتم تقديم الطعام للمساجين عن طريق إلقاء أجولة الأرز والخبز أمام العنابر وتركها لهم خوفا من دخول الحراس واحتجازهم رهينة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق