مقال يهمك

14‏/04‏/2011

من خلف القضبان.. نافذة على حياة الكبار في طره


من الطبيعي أن تزداد فرحة الشعب المصري بنجاح ثورة 25 يناير بعد صدور قرار بحبس مبارك ونجليه 15 يومًا على ذمة التحقيق، وبدء التحقيق مع
سوزان ثابت، زوجة مبارك، وحبس سرور 15 يومًا، بعد صفوت الشريف وزكريا عزمي، وفتحي سرور، وغيرهم، بتهم الفساد، والكسب غير المشروع، واستغلال النفوذ. ليمتلئ سجن طرة برجال النظام السابق وسط صيحات الفرح التي أطلقها المساجين فور دخول القادة المخلوعين واحدًا تلو الآخر.

بداية المحاكمة

انطلقت بداية المحاكمة فور تخلي مبارك عن الرئاسة بتوالي صدور قرارات عدم السفر والتحفظ على الأموال بخصوص بعض رجال الأعمال المنتمين للحزب الوطني ولجنة السياسات، وعلى رأسهم أحمد عز ورشيد محمد رشيد، وزير الصناعة والتجارة الأسبق، وعمرو عسل، رئيس هيئة التنمية الصناعية السابق.

بعد عز ورشيد وعسل أصدر النائب العام قرارا بمنع زهير جرانة، وزير السياحة السابق، من السفر والتحفظ على أمواله، كما تم القبض على حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، بتهمة غسل الأموال وقتل المتظاهرين، وتتابعت قرارات النائب العام وأحكام بالحبس 15 يومًا على ذمة التحقيق بحق عدد كبير من رجال نظام مبارك. وذلك بعد تنفيذ المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمطالب الشعب المصري الذي واصل تظاهراته كل يوم جمعة، آخرها جمعة المحاكمة والتطهير، التي طالب خلالها بضرورة محاكمة المسؤولين عن جرائم الفساد.

مبارك وأسرته قيد الإقامة الجبرية

بعد أن ترددت الكثير من الأنباء التي تفيد بأن مبارك وعائلته قد فروا إلى السعودية هاربين أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة -في رسالة نشرها على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"- أن مبارك وجميع أفراد عائلته يخضعون للإقامة الجبرية داخل مصر بعد أن كان القرار الأول يفيد المنع من السفر فقط. ولكن الشعب المصري لم يصمت أمام هذه الرسالة، مما جعل المجلس الأعلى للقوات المسلحة يسرع في محاكمة الرئيس وأفراد عائلته رغم ما أشيع عن تدهور صحته وحاجته إلى المتابعة الصحية الدائمة.

حبس مبارك وجمال وعلاء

في غرفة مجاورة لغرفة العناية المركزة بمستشفى شرم الشيخ استمر التحقيق مع مبارك قرابة 5 ساعات بقيادة المستشار مصطفى سليمان، المحامى العام الأول لنيابات استئناف القاهرة، والمستشار عبد الله الشاذلي، المحامى العام لنيابات جنوب سيناء، ليصدرا بعدها قرارًا بحبس مبارك 15 يومًا على ذمة التحقيق وبعدها ينهار نجلا مبارك جمال وعلاء بعد علمهما بصدور القرار.

وبمجرد صدور قرار حبس مبارك تم اصطحاب جمال وعلاء مبارك إلى مجمع المحاكم، تحت التأسيس، لإتمام الإجراءات الرسمية لحبسهما 15 يوما، بعد ذلك تم نقلهما بسيارة عسكرية إلى طائرة عسكرية أقلعت من شرم الشيخ فجرًا إلى القاهرة للانضمام إلى أصدقاء النظام السابق في سجن مزرعة طره، وكانت الاتهامات التي تتوجه إليهما تتلخص في التربح غير المشروع واستغلال النفوذ.

حياة القادة في الزنزانة

تضاربت الأقوال عن كيفية قدوم هؤلاء الكبار إلى السجن، وكيف كانت لياليهم الأولى، وهل تكيفوا مع حياة السجن، أم ما زالوا ينعمون ببعض الرخاء.

قيل عن صفوت الشريف أنه رفض استلام وجبة العشاء في أول ليلة قضاها في السجن، وكان أكثر انهيارًا ممن سبقه من الرفاق، وكان أول من استقبله في الصباح الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء الأسبق، الذي قيل عنه أنه كان مكتئبًا طوال وجوده في السجن ولم يغادره اكتئابه إلا برؤية الشريف.

أما الدكتور أحمد فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب السابق، وصل سجن طره، وكان بحوزته حقيبته الخاصة التي تحتوي على تريننج أبيض وملابس داخلية وبعض الأدوية.

أما بالنسبة إلى علاء وجمال مبارك فقد رفض كل منهما استخدام ملابس التي سلمتها لهما إدارة السجن وارتديا ملابس خاصة قد أحضراها معهما، وهي عبارة عن تريننج أبيض، وبعد أن تم إخلاء أحد العنابر لهما حاول كل من أحمد عز وأنس الفقي التخفيف عنهما بدعوتهما إلى إفطار جماعي، وبينما قبل جمال الدعوة رفضها علاء نظرًا لإصابته باكتئاب شديد.

ووسط مطالبة بعض المفكرين بتوزيع رجال النظام على سجون متعددة حتى لا يتسببوا في متاعب لأطقم الحراسة، ولا يتعرضوا لمضايقات من المساجين القدامى، أشيع أن زنازين القادة السابقين مجهزة بأفضل التجهيزات، حيث يخدم كل مسؤول سابق سجينان مقابل مئة جنيه في اليوم، وفقًا لشهادة شاهد عيان في مداخلة هاتفية له في برنامج بلدنا بالمصري، كما يوجد في الزنزانة الخاصة بهم ثلاجة وتليفزيون وكمبيوتر "لاب توب"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق