«
بين الاستغلال للسلطة فى الاستيلاء على المال العام، أو إهداره فى حالة عدم القدرة على الاستيلاء عليه» تدور رحى الأيام الجارية، كاشفة عن أن الفساد الإدارى والمالى فى عهد النظام البائد، لم يترك شبرا إلا وقد نخر فيه، وأصابه بتلفيات تعود تاريخها لعشرات السنين، وهو ما تؤكده عشرات البلاغات التى تلقاها مكتب النائب العام، المستشار عبدالمجيد محمود، منذ أيام بلاغات، ومن بينها بلاغات ضد رئيس المجلس القومى للشباب، محمد صفى الدين خربوش، تحمل أرقام 963 و2442 لسنة 2011، تتهمه فيها بالإهمال الجسيم فى الواجبات الوظيفية، ووقف العمل بالقانون رقم 89 الخاص بالمناقصات والمزايدات وإسناد جميع أعمال المجلس للأمر المباشر، وإهدار ميزانية المجلس وإساءة استخدام السلطة، ومخالفة القانون رقم 77 لعام 75 والخاص بالهيئات الشبابية والرياضية، فضلا عن شراء سيارة مرسيدس بمبلغ مليون جنيه لاستخدامها فى تحركاته على الرغم من وجود سيارات المجلس.شملت الاتهامات أيضا إصدار قرارات بالنقل والاستبعاد للعديد من القيادات وإعفائهم من العمل، وتعيين سهير شرف بعد بلوغها سن المعاش مستشارة للمجلس، دون الحصول على موافقة مجلس الوزراء.وبناء على هذه الاتهامات المرفقة بالبلاغات، والتى حصلت «الشروق» على نسخة منها، طلب مقدموها اتخاذ جميع الإجراءات القانونية للتحقيق فى كل ما ورد بالبلاغ، وإحالة جميع الملفات المالية للمجلس القومى للشباب للجهات الرقابية المختلفة «مباحث الأموال العامة، وهيئة الرقابة الإدارية»، واتخاذ التدابير اللازمة لحصر ممتلكات وحسابات البنوك الخاصة بخربوش.
«الشروق» فى لقائها مع عدد من مقدمى البلاغ، علمت المزيد من المخالفات المالية والإدارية، التى أكد مقدمو البلاغات أنها تفاقمت خلال عهد خربوش، أخطرها لوح بإصداره تعليمات بإعداد برامج للنشء والشباب للتعريف بسلبيات ثورة 25 يناير، حيث أكدت المصادر التى فضلت عدم ذكر اسمها، أن هذه البرامج جزء أصيل من أهداف الثورة المضادة التى يعمل عليها ذوو النفوذ والمناصب بالحزب الوطنى، وعلى رأسهم خربوش، عضو لجنة لسياسات بالحزب، على حد قولهم.
وأشارت المصادر إلى إهدار أكثر من 100 مليون جنيه فى طباعة الكتب فى إطار مهرجان القراءة للجميع، الذى كانت تشرف عليه حرم الرئيس المخلوع مبارك، هذه الكتب متراكمة فى مخازن المجلس ومراكز الشباب بلا قيمة تذكر.
المصادر التى فضلت عدم ذكر اسمها، أضافت أيضا قيام خربوش بتعطيل العمل بقانون رقم 89 لسنة 98 والخاص بالمناقصات والمزايدات، وأسند جميع أعمال الإنشاءات والمشتريات والتغذية لجهات بعينها وبالأمر المباشر.
أما عن فاعليات المجلس، قالت المصادر المطلعة، إن المجلس كان يستضيف العديد من الشخصيات السياسية بالحزب الوطنى وأساتذة الجامعات المنتمين للحزب، فى مقابل مكافآت مالية تصل إلى ألف جنيه، وتذاكر طيران مجانية فى حالة الاستضافة خارج نطاق القاهرة الكبرى، وذلك لنشر مبادئ وثقافة والدفاع عن سياسات النظام والحزب.
كما علمت «الشروق» من مقدمى البلاغات للنائب العام، أن عدد المستفيدين من معسكرات الشباب التى كان ينظمها لمجلس قد تقلص إلى 10 آلاف مستفيد، بدلا من 100 ألف مستفيد، خلال العام المنصرف فقط.
كما علمت أيضا أن أكثر من 35 موقعا وظيفيا وقياديا مهما بالمجلس القومى للشباب شاغر، وأهمها مدير عام الإدارة العامة للتخطيط، والمدير العام للإدارة العامة للمتابعة، والمدير العام للإدارة العامة للشئون الإدارية، والمدير العم للإدارة العامة للمدن الشبابية بمنطقة الشباب فى سيناء، ومدير عام الإدارة العامة لإنشاءات مراكز الشباب، ووكيل الوزارة ورئيس الإدارة المركزية للبرلمان التعليمى المدنى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق