أفتى مشايخ وقيادات جماعة الإخوان المسلمين والدعوة السلفية والهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، بتحريم اشتباكات محيط السفارة الأمريكية، مؤكدين أن الدفاع عن الرسول ضد الفيلم المسيء له لا يبرر العنف والاعتداء وترويع الدبلوماسيين الأمريكيين، فيما طالب حزبيهما فض الاشتباكات وتطبيق القانون على مرتكبيها.
وقال الدكتور عبد الرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد، إن «الدين يمنعنا من القيام بمثل هذه السلوكيات» مؤكدًا أن ما حدث أمام السفارة الأمريكية مخالفًا لشرع الله.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم» أن «الرسول صلي الله عليه وسلم أوصانا خيرًا بمن أؤتمن نفسه علينا» مؤكدًا أن «كل أجنبي دخل البلاد بتأشيرة سليمة فهو في حماية المصريين والاعتداء عليه اعتداء علينا جميعًا».
وأكد الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، أن قتل الدبلوماسيين الأجانب «لا يجوز شرعًا»، مشددًا على عدم جواز تحول الاحتجاجات السلمية إلى معارك بين المحتجين الغاضبين وبين الأمن المكلف بحراسة السفارات، لأن الدولة تلتزم بحمايتها وفقًا للمعاهدات الدولية التي يجب الوفاء بها.
وأشار «برهامي» في تصريح له، الخميس، نشره موقعه الرسمي «صوت السلف»، إلى أن غضبة المسلمين في كل مكان يجب أن تكون ملتزمة بالشرع حتى في مثل هذا المقام، فلا يجوز قتل أو تدمير من لم يشارك أو يقر أو يرضى أو يمتدح مثل هذا العمل الإجرامي.
وأكد أن قتل المبعوثين الدبلوماسيين عمومًا محرم ولو كانوا مرتدَّين، واستشهد «برهامي» بقول الرسول، صلى الله عليه وسلم، لرسولي مسيلمة الكذاب وهما على دينه «لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكما».
ودعت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التي يتراسها الشيخ محمد حسان والشيخ علي سالوس والدكتور صفوت حجازي، المسلمين بإعلان غضبهم بالطرق المشروعة، وبكل سبيل حضارية وليس بالاعتداء على أفراد البعثة الدبلوماسية المستأمنين.
وطالبت «الهيئة الشرعية» الولايات المتحدة الأمريكية عبر محاكمها وجهاتها القانونية بمنع نشر وترويج هذه الإساءة، ومحاسبة مرتكبيها العابثين بحرمات الأنبياء والمرسلين.
من جانبهما أدانا حزبا الحرية والعدالة والنور في بيانين لهما، الخميس، الاشتباكات مطالبين بضرورة ضبط النفس بين الأمن والمتظاهرين بالإضافة إلى مطالبة الحكومة الأمريكة بتقديم صانعي الفيلم المسيء للرسول، ودعا حزب الحرية والعدالة،المتظاهرين أمام السفارة الأمريكية إلى ضبط النفس والتعبير عن غضبهم بالشكل الذي يوضح عظمة الدين الإسلامي واحترامه للأديان السماوية باعتبارها جزءًا أصيلًا في عقيدة المسلمين.
وطالب الحزب بألا تخرج تلك المظاهرات عن نطاقها في التعبير السلمي لرفض هذا الفيلم وغيره، موضحًا أن حماية المنشآت والسفارات والقنصليات أمر فرضه الإسلام وتنظمه القوانين الداخلية والدولية، ولذلك فإنه يجب على أبناء الشعب المصري أن يفوتوا الفرصة على من يريدون تشويه صورتنا، وإدخال الدولة في موجة من الفتن تخلصت منها منذ تولي الدكتور محمد مرسي رئاسة الجمهورية.
وطالب الإدارة الأمريكية بأن تتخذ خطوات جادة وملموسة في وقف عرض الفيلم المسيء وإصدار اتفاقية دولية تجرم الإساءة للمقدسات والرموز والديانات السماوية، واعتبار من يخالف ذلك يهدد الأمن والسلم الدوليين ويعرضه إلى عقوبات رادعة.
وطالب حزب النور السلفي الأجهزة الأمنية بتقديم المتورطين في أحداث محيط السفارة الأمريكية للعدالة، مؤكدًا أن مشاعرهم الغاضبة من الفيلم المسيء لا تعطيهم الحق في استخدام العنف والتخريب والاعتداء على السفارات وترويع البعثات الدبلوماسية.
وأضاف الحزب أن الوقفات الاحتجاجية لابد أن تأتي بعيدًا عن محيط السفارات ومقار البعثات الدبلوماسية لسلامة موقفنا القانوني.
وأشاد «النور» بموقف كل طوائف المجتمع المصري والسفارتين الأمريكية والهولندية في إدانة الإساءة للرسول والتبرؤ منها، مناشدين المسلمين بضرورة الرد على الاستفزازات التي تسيء للإسلام بالتمسك بأصول دينهم وتعاليم الرسول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق