رفض الدكتور اللواء محمود خلف -الخبير العسكرى والإستراتيجى، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية- ما وصفه بـ"الادعاءات السودانية التى حاولت استغلال زيارة الرئيس محمد مرسي الأخيرة للسودان"، وآخرها ما قاله حسن عبدالقادر هلال وزير البيئة السوداني فى تصريح لوكالة أونا من أن حلايب وشلاتين هي أرض مشتركة مصرية سودانية تحت إدارة سودانية.
وأشار اللواء خلف إلى أن المسألة على الواقع محسومة، لكن المشكلة فى تسريب خرائط مغلوطة، وقال "على جميع وسائل الإعلام المصرية أن تحصل على الخريطة الرسمية لحدود مصر الأربعة من إدارة المساحة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع، والتى طالبها بعمل نسخ وتوزيعها على كل من يرغب من المصريين مؤسسات وأفراد".
وأوضح خلف أن تداول الخرائط المنقوصة لمساحة مصر الجنوبية دون منطقة حلايب وشلاتين هو عيب خطير يجب أن ينتبه له كل المواطنين، لأن الخريطة الرسمية لمصر والمعترف بها فى الأمم المتحدة بها خط الحدود الجنوبى عند خط عرض 22 وتصل للبحر الأحمر غير منقوصة، ولفت إلى أن وسائل الإعلام المصرية سواء صحف أو فضائيات بهذا الخطأ تتيح للآخرين التجرؤ بالحديث عن خرائط معيبة على أنها حق لهم.
وأكد اللواء خلف لـ"بوابة الأهرام" أن حدود مصر قبل الاحتلال الإنجليزى وبعد توسعات محمد على كانت تصل لكينيا جنوبا وكل الشام شمالا وشرقا، وكان محاربة محمد على وجيشه بهدف تحجيم مصر وأراضيها وقوتها، وبعد الاحتلال البريطاني وبالتحديد عام 1899 قررت انجلترا، والتى احتلت مصر وكل جنوبها فصل هذا الجنوب عن مصر، وتم عقد لقاء ثنائى بين الجانب المصرى والإنجليزى لتحديد الحدود المصرية على المحاور الأربع فقررت انجلترا تسمية المنطقة تحت خط 22 جنوبا "السودان" وهو اسم كان يطلق عليها لأول مرة لتمييزها عن الأراضى المصرية، وكل الخرائط التى تم اعتمادها فى هذه الفترة بها هذا الجزء جزء من الخريطة المصرية.
وكشف اللواء خلف عن أن هذا التقسيم على ورق الخرائط واجه مشاكل فى أرض الواقع، حيث ظهرت بعد ترسيم الحدود مشكلة تنقل أفراد قبائل البشارية والعبابدة والمتواجدة فى هذه المناطق دون تحديد، وبعد الشكوى قررت الإدارتان السماح بفترة انتقالية تمتد لثلاث سنوات للقبائل لتعديل أوضاعها والاستقرار على البلد، التى ستقيم فيه بشكل دائم، وظل الوضع الإنسانى فى منع تنفيذ المواقع الحدودية بصرامة هو السيد حتى عام 1987 عندما تم اكتشاف توريد السلاح بشكل مكثف من خلال جبال وهضاب هذه المناطق الوعرة إلى مصر مع موجة الإرهاب التى شهدتها هذه الفترة وهو ما اضطر القوات المسلحة لاتخاذ مواقع دفاعية والإصرار على تنفيذ خطوط الحدود بشكل صارم، خصوصا أن النشاط الإيرانى فى السودان كان بدأ يظهر إلى أن تم إنشاء قاعدة عسكرية إيرانية بحرية فى بورسودان عام 1995.
وأكد اللواء خلف أن القوات المسلحة بدأت بالفعل منذ هذه الفترة فى إرسال بعثات لمناطق حلايب وشلاتين لرعاية السكان، الذين تم إصدار بطاقات هوية مصرية لهم، كما توجهت بعثات طبية للكشف على أفراد القبائل وتقديم العلاج لهم، وتم بناء مدارس الفصل الواحد وإنشاء وحدات محلية للوقوف على تقديم الخدمات التموينية واليومية للسكان.
وأكد اللواء خلف أن هذه البعثات كانت تقدم خدماتها للمصريين والسودانيين على السواء والذين يعبرون الحدود دون بطاقات لمراعاة أواصر الأخوة بين البلدين، والتى لم تنفصل بأى حدود، وأوضح أن فى كل الانتخابات التى شهدتها مصر قد تم تخصيص إجراءات انتخابية فى هذه المناطق للسكان، الذين يتمتعون بكل حقوق المواطنين المصريين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق