مقال يهمك

06‏/11‏/2012

تفاصيل جلسة عرفية تكشف هشاشة الوضع فى سيناء

ثلاث ساعات تقريبا، هى المدة التى جمعت نحو 30 شخصا من عائلة السواركة العربية وعائلة بدوى العرايشية بديوان عام محافظة شمال سيناء بالعريش، للتفاوض حول الخلاف القائم بينهم على قطعة ارض من املاك دولة وضع افراد من عائلة بدوى يدهم عليها منذ سنوات، فى حين تقول عائلة السواركة إنها من أراضيهم، لتقوم عائلة السواركة بخطف شيخ عائلة بدوى منذ 3 أيام وأخفته فى منطقة مجهولة. عقد اللقاء بحضور المحافظ، اللواء سيد حرحور، وضابط إحدى الجهات السيادية،

 لم يكن هناك دور للمسئولين فى هذا اللقاء سوى التصديق على ما توصل إليه الكبار، حيث تركوا لهم زمام الحديث بعدما أجلسوهم معا قبل أن يدخل المحافظ والضابط إليهم، ويثبت بما لا يدع مجال للشك أن يد الدولة لاتزال هشة وغير قادرة على السيطرة على الاوضاع الامنية فى سيناء، رغم أن الضابط اعتبر اللقاء تعبيرا عن المشاركة المجتمعية التى تقوم بحل المشاكل قبل أن تصل للشرطة.


 التفاوض على إعادة الشيخ المخطوف وحل مشكلة الارض بدأ من الصباح، ساعات من الشد والجذب، تارة الحديث عن موعد عودة المختطف، وأخرى حول الارض ليجلس الجميع على مائدة مستديرة بالمحافظة من أجل التحاور والوصول إلى صيغة اتفاق نهائية.



 جلس الضابط بجوار المحافظ يستمعون إلى ما يقال، الشيخ عارف من عائلة السواركة جلس وأشعل سيجارة وهو ما استفز افراد عائلة بدوى الذين جلسوا طوال الجلسة ولديهم شعور بأن السواركة يتعالون عليهم نظرا لاختطاف أحد كبارهم.


دقائق قليلة وبدأ الجميع يتحدث عن ما دار فى الساعات السابقة التى انتهت بالفشل دون أن يتم الوصول لحل، على أن يترك الحكم للجنة من القضاء العرفى، على ان تمنح فرصة لعصر اليوم التالى ــ الموافق أمس الاثنين ــ لحلها بالطرق الودية وإلا سيكون حكم اللجنة العرفية واجب التنفيذ وستخطر به مديرية الامن لتطبيقه.



خلافات ومشادات سيطرت على المشهد، أبناء بدوى يطالبون بعودة الشيخ المختطف وأبناء السواركة متمسكون بموقفهم وينتظرون حكم اللجان العرفية، لكن القلق من مكان انعقاد جلسة الصلح بالمحافظة جعل عددا كبيرا منهم لا يحضر.



 الضابط الذى يحمل رتبة عقيد أبدى تفهمه وأخبرهم بأنه سيتوجه ومعه أفراد عائلة بدوى إلى المكان الذى سيحدده السواركة، وتم الاتفاق فى النهاية على أن يكون منزل أحد القضاة العرفيين وليس مبنى المخابرات العامة أو المحافظة حتى يشعروا بالامن.



 جلسة الصلح حضرها عدد كبير من الشباب الذين وقفوا يستمعون إلى ما يحدث، وعندما لم يعجب الحديث أبناء بدوى، انفعل أحدهم قائلا «احنا بنتفاوض وإحنا ضعاف يبقى لازم نوافق على طلباتهم وكل اللى يقولوا عليه، لو كنا خطفنا منهم اثنين قبل الاجتماع كان هيبقى لينا وضع تانى ومكنش حد منهم هيقدر يتكلم بالطريقة دى».



هذه العبارات جعلت القاعة تعج بالضجيج بين الشباب الذين تحمسوا لقوله، فى حين جلس الضابط والمحافظ صامتين، لحظات قليلة حتى طلب الكبار إخلاء القاعة من الشباب تجنبا لإثارة المشاكل ومن أجل الوصول إلى صيغة توافقية للصلح.



 أفراد عائلة بدوى طلبوا الإفراج عن الشيخ المخطوف بسبب أسرته التى تعانى من فراقه وأطفاله الصغار، لكن السواركة رفضوا، وتدخل الضابط قائلا «معلش يستحملوا يوم كمان اللى عدى اليومين ثلاثة اللى فاتوا يعدى لحد بكرة العصر وان شاء الله هيبات فى بيته».



 حديث الضابط صدق عليه المحافظ وطالب عقلاء العائلتين بالتدخل لاحتواء الموقف لكن احد افراد عائلة بدوى قاطعه قائلا «كل عائلة فيها ناس مخهم مقفل ولو فضلنا بالطريقة دى المشكلة مش هتتحل لازم يكون فى تدخل قوى لانهاء الموضوع بشكل حاسم» ليرد عليه الضابط قائلا «حكم المشايخ فى اللجنة العرفية سينفذ ويوقع عليه الطرفان وإن رفض أحدهم التوقيع سينفذ أيضا وسأرسله بنفسى لمديرية الامن لتطبيقه فورا».



 أحد الموجودين من عائلة بدوى بدأ يستخدم لغة التهديد فى الحديث مرة اخرى لكن الضابط هذه المرة انفعل قائلا «عيب اللى انت بتقوله مش مكان يتقال فيه الكلام ده، وبكرة لو ما اتحلش الموضوع يبقى المديرية هتدخل مفيش كلام»، ليمنع مشادات اخرى كادت ان تبدأ بين افراد العائلتين.



 انتهى اللقاء قبل منتصف الليل بقليل الأمر الذى دفع المحافظ إلى مخاطبتهم قائلا «كله يروح بقى عاوزين ننام، كان يوم طويل قوى»، فيما وقف بعض من السواركة وعائلة بدوى مع الضابط والمحافظ كل منهم على حدة للحديث عن قطعة الارض محل الخلاف.



الجلسة لم يرض عنها الشباب الذين خرجوا غاضبين من مبنى المحافظة بعد أن ارتفع صوتهم خاصة شباب عائلة بدوى الذين رأوا أن موافقتهم على هذا الاتفاق انتقاص منهم خاصة أنهم يعتبرون أنفسهم أصحاب حق ويريدون أن يحصلون عليه منتظرين قرار القضاء العرفى مساء ليحددوا ما سيقومون به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق